السؤال
السلام عليكم
بداية أشكركم على مجهوداتكم، وردودكم السريعة والدقيقة.
سبق لي أن راسلتكم بخصوص تعرضي لإجهاض متكرر الأول في الأسبوع التاسع، بسبب توقف قلب الجنين، والثاني كيس فارغ إلى غاية الأسبوع الثامن.
يبدو كذلك أني تعرضت لإجهاض مبكر ثالث، حيث أجريت تحليل حمل رقمي بالدم، وقد كان موجبا، ثم نزلت دورتي بعد ٦ أيام تأخير.
المهم أني ووفقا لطلب طبيبتي أجريت تحاليل تخثر الدم trombophilia + تحاليل الحمض النووي للتأكد من عدم وجود خلل بالكروموسومات لدي أو لدى زوجي.
تبين مؤخرا وبعد ظهور النتائج أني فعلا أعاني من طفرة heterozygous في ال mthfr c677t و mthfr a1298.
ذهبت إلى طبيبتي، وقد أعطاني حمض الفوليك من جديد ٥مغ، وحبوب coraspirin 100mg وفيتامين ب، والزنك، وقالت: إنه بمجرد حصول الحمل إن شاء الله، سنباشر بالإبر المسيلة يوميا.
المرجو إفادتي، هل هذا العلاج كاف بالنسبة لحالتي؟ ولقد قرأت على أحد المواقع أن حمض الفوليك هو بمثابة سم لمن تعاني من تخثر الدم، فهل هذا صحيح؟ كما أتساءل ما هي نسبة أن تكون فعلا هذه الطفرة هي السبب في الإجهاضات؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الطفرة الجينية أو mutations لها دور كبير في الإجهاض المتكرر، وهناك فرق بين folic acid وبين folate حيث أن folate مادة طبيعية نشطة تدخل في تكوين جميع خلايا الجسم، بما فيها الأنبوب العصبي neural tube أثناء مراحل الجنين المبكر، ولذلك يجب تناول فوليك أسيد النشط folate، وليس فوليك أسيد المصنع.
من المعروف أن folate هو المادة الطبيعية الموجودة في الطعام، وهي صورة من فيتامين B9، أما فوليك أسيد فهو مادة مصنعة تضاف إلى الطعام، ويتم تناولها في صورة حبوب، ولذلك يجب الحصول على folate من الطعام وليس في صورة حبوب لكي يمكن تجنب الطفرات الجينية.
المصدر الطبيعي ل folate في الطعام هو الأفوكادووالبروكلي والأوراق الخضراء، مثل السبانخ والخص، وهناك نوع نشط من folate يباع تحت مسمى Metafolin and Deplin بديلا لفوليك أسيد العادي يمكن تناوله مع ضرورة تحري الأطعمة والفيتامينات التي يدخل في تكوينها الفوليك أسيد المصنع، وتجنب تناولها.
هناك أسباب عديدة، والتي تؤدي إلى الإجهاض المتكرر غير الطفرات الجينية، يجب البحث عن أسبابها، ومنها الإجهاض والإصابة بفيروس مثل CMV أو Cytomegalovirus، وكذلك الإصابة بمرض Toxoplasmosis الناتج عن الإصابة بفطر Toxoplasma gondii parasite نتيجة الاحتكاك مع قطة مصابة بذلك الفطر.
كذلك فإن الالتهابات المزمنة في الحوض والفرج من بين أسباب الإجهاض المتكرر، خصوصا مع وجود إفرازات بيضاء أو صفراء أو خضراء، ومع وجود حكة في الفرج أو ألم في الحوض أو ألم أثناء الجماع.
لذلك يجب المتابعة مع الطبيبة المعالجة أو مركز طبي متخصص مع أهمية فحص هرمونات الغدة النخامية، وهرمونات المبايض وهرمونات الغدة الدرقية، حيث أن الكسل في وظائف الغدة الدرقية قد يؤدي إلى الإجهاض، وفحص الأجسام المضادة لمرض الفيروسات CMV، والفطر المتعلق بمرض القطط Toxoplasmosis ومتابعة المبايض والرحم بالسونار لمعرفة حالة المبايض، وهل هناك تكيس أم لا؟
ننصح دائما بتأجيل الحمل بعد الإجهاض الأخير لمدة 6 شهور على الأقل، للتخلص من آثار الحمل الأول، ونسيان تجارب الأحمال السابقة، ولإعادة التوازن الهرموني وإعادة بناء بطانة الرحم، ويفضل استخدام العازل الطبي، وفي نهاية المدة يمكن تناول حبوب دوفاستون وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض ولا تمنع الحمل، وجرعتها 10 مج، يؤخذ قرصا واحدا مرتين يوميا، من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 - 6 شهور.
علما بأن هذه الحبوب تساعد في تثبيت الحمل في حال حدوثه، ولا خوف على الجنين من تناولها.
حفظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك لما فيه الخير.