السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ 10 سنوات من مرض القولون العصبي، ومنذ 5 سنوات اكتشفت معاناتي من مرض ارتجاع المريء، وكنت أتناول بعض الأدوية لهما، ولكن ليس بانتظام، وتعايشت مع ذلك، وكانت الأعراض عبارة عن انتفاخ وغازات وألم في منتصف الصدر، والرغبة في تفريغ الطعام صباحا وقت النهوض من النوم بالذات، وبمجرد تناول الطعام يختفي هذا العارض الأخير.
ومنذ ثلاث سنوات لاحظت ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار بالتحليل الدوري الذي أقوم به كل عام للاطمئنان، ولاحظت ارتفاع نسبة سرعة الترسيب بالدم، وكنت أعتقد أن السبب التهاب اللوزتين المتكرر عندي، علما بأن عندي ارتجاعا وارتخاء خلقيا بالصمام الميترالي في القلب.
قمت بعمل أشعة تليفزيونية للبطن والحوض، فاكتشفت التهابا مزمنا بالمرارة مع سمك جدارها، ووجود أربع حصوات صغيرة أكبرها بقطر 5.7 مليميتر، علما بأني لا أعاني من السمنة.
علما أن والدي مصاب بذات المرض منذ سنوات، أعتذر بشدة عن الإسهاب في الكتابة والتفاصيل، فأنا أعاني من الوسواس، وأخاف جدا من عمل جراحة حتى لو كانت بمنظار، وخصوصا أنني لا أعاني من أي أعراض للمرض، فقط أعراض ارتجاع المريء والقولون العصبي، فهل يمكنني التعايش مع هذه الحصوات وإذابتها بالأدوية دون اللجوء للجراحة؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا قلق من ارتخاء الصمام الميترالي؛ حيث أن تشخيصه عند الكثير من الناس يحدث مصادفة دون أن يكون له تأثير على الجسم.
وفي الحقيقة فإن العلاج الأساسي لالتهاب الحويصلة المرارية المزمن مع سمك جدارها ووجود حصوات فيها هو الجراحة، خصوصا وأن جراحة المناظير متطورة للغاية، وأصبح الخروج من المستشفى بعد 24 ساعة أمر شائع، مع العلم أن فرصة تحرك إحدى الحصوات لقناة المرارة إلى common bile duct قائم، وبالتالي قد يضطر المريض لإجراء الجراحة بصفة عاجلة إذا حدث انسداد في رقبة القناة المرارية.
وارتفاع الكوليستيرول قد يعود جزء منه إلى التهاب المرارة، وجزء منه إلى طبيعة تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون النباتية والحيوانية؛ ولذلك من المهم عمل حمية غذائية، مع ممارسة بعض الرياضة خصوصا المشي، وتناول الخضروات والحبوب والدجاج المحلي والأسماك، والبعد إلى حد ما عن اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة.
أما القولون فيحتاج إلى الإكثار من شرب الماء وتناول عصير الخوخ والتين والبرتقال وتناول فاكهة الخوخ والتين؛ لأنها ملينة بطبيعتها، مع أهمية تناول الألياف الطبيعية من خلال تناول الخضروات المطبوخة كالكوسة والملوخية والبامية، وسلطات الأعشاب الخضراء مثل الخس والشبت والبقودنس، والإكثار من زيت الزيتون مع الأجبان والسلطات أو حتى شربه على الريق صباحا، والإكثار من تناول شوربة الحبوب الكاملة مثل البرغل والشوفان والقمح المجروش.
ولضبط عملية الهضم وعمل توازن بين البكتيريا النافعة والضارة في القولون، يمكنك تناول كبسولات بروبيوتك probiotic وتناول حبوب الخميرة ثلاث مرات يوميا، والتي تحتوي على البكتيريا النافعة، وتحتوي على بعض الخمائر والإنزيمات الهاضمة، وتحتوي على فيتامين (ب) المركب، تساعد في علاج عسر الهضم والانتفاخ والغازات، قبل الأكل، ومن المهم البعد عن المقليات وعن وجبات الشوارع، خصوصا اللحوم المصنعة واللحوم غير معلومة المصدر.
وفقك الله لما فيه الخير.