السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ فترة طويلة قد تصل ل 6 سنوات، من بلغم لزج شفاف ملتصق في الحلق، يسبب لي صعوبة في التنفس، أحاول دائما إخراجه بصعوبة، وقد أتخم وأبصق مرات عديدة لكنه ما يزال عالقا، كذلك جريان ريق أو بلغم أثناء الكلام، وأحتاج أن أبلع ريقي باستمرار أثناء الحديث، وقصر في النفس، كما أحتاج لشرب الماء باستمرار أثناء الأكل؛ حتى أتمكن من البلع بشكل جيد.
كذلك أتنفس دائما من إحدي فتحتي الأنف، أحيانا اليمنى وأحيانا اليسرى، وأحيانا تكون الفتحتان مغلقتين تقريبا فأجد صعوبة في التنفس، ولا أعرف هل لهذه الأعراض علاقة ببعضها البعض أم لا؟
علما بأني راجعت أكثر من طبيب، ولكن الأدوية لم تجدي أي نفع، باستثناء أخر مرة منذ كم شهر الطبيب شخص حالتي أنها التهاب أو حساسية في الجيوب الأنفية، وكتب لي مضادا حيويا لا أذكر أسمه وأقراص allevo، وأكياس alka powder للاستنشاق، وهذه الأكياس القلوية قللت من لزوجة البلغم والتصاقه، وسهلت من بلعه وأنا أستخدمها حتى الآن، لكنها مع ذلك تزيد من كميته بعد استخدامها مباشرة، ولم تقض عليه فالمشكلة مستمرة معي حتى الآن.
أعتذر للإطالة، وأرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لديك انسداد متنقل في الأنف بين الطرفين وأحيانا مزدوج, كما أن لديك هذا البلغم الملتصق في الحلق، وكلا العلامتين توحيان بوجوب استقصاء الأنف والجيوب الأنفية, وهذا الاستقصاء يتم بالفحص المباشر في عيادة الأذن والأنف والحنجرة.
بالإضافة لتنظير الأنف بالمنظار الصلب في العيادة تحت التخدير الموضعي، لكشف فتحات الجيوب الأنفية وفحص الأنف عميقا، لتشخيص سبب انسداد الأنف من ضخامة قرينات، أو انحراف في الحاجز الأنفي، وهو ما قد يكون السبب في التهاب الجيوب الأنفية، نظرا لانسداد فتحاتها التي تفتح على الأنف.
كما لا بد من التصوير الشعاعي للأنف والجيوب الأنفية بالتصوير الطبقي المحوري، حيث نكشف وبصورة واضحة جدا تركيبة الجيوب الأنفية ومدى تصريفها، أو تجمع المخاط فيها، والذي قد يدل على الالتهاب المزمن فيها ما يؤدي لكل ما ذكرت من أعراض وأكثر.
إن تأكد وجود التهاب مزمن في الجيوب الأنفية، وتحدد سبب انسداد الأنف، فالعلاج قد يبدأ باستخدام بخاخات الأنف الكورتيزونية الموضعية مثل: (فليكسوناز, أفاميس, رينوكورت)، تحت الإشراف الطبي، وبشرط استخدام البخاخ بالطريقة الصحيحة كما يلي: نمسك بالبخاخ ونرجه جيدا، ثم وبوضعية الجلوس نضع البخاخ في منخر ونغلق باليد الأخرى المنخر الأخر, ونضغط على البخاخ مع الاستنشاق السريع، بحيث نأخذ كامل البخة لداخل الأنف بدون أن نسمح لها بالسيلان من مقدمة الأنف, تكرر نفس الطريقة للطرف الأخر مع التبديل بين اليدين بالنسبة للبخاخ، والجرعة النظامية هي بخة واحدة في كل منخر صباحا و مساء، ويجب الاستمرار على استخدام البخاخ بشكل منتظم وبدون انقطاع مطلقا طالما يرى الطبيب المختص ضرورة ذلك .
هناك علاجات دوائية أخرى قد تلزم من مضادات التحسس ومذيبات البلغم والمضادات الحيوية، بحسب نتائج تحليل الزرع والتحسس للمفرزات المخاطية المأخوذة من فتحات الجيوب الأنفية.
وأما بالنسبة لانسداد الأنف الناتج عن انحراف الحاجز الأنفي أو ضخامة القرينات الأنفية (الزوائد)، والتي لم تستفد على العلاج بالبخاخات التي ذكرتها والعلاج الدوائي المرافق، فلا بد من الجراحة لعلاجها بكي القرينات الأنفية، وتصحيح الحاجز الأنفي الجراحي تحت التخدير العام.
على الأغلب عند حل ما سبق من أسباب مرضية، ستتحسن عندك جميع ما ذكرت من أعراض بإذن الله.
مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.