السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل سنة كنت مخطوبة لشخص مطلق ومدخن، ولكنه على دين وخلق حسب السؤال عنه، وكنت مترددة كثيرا، فاستخرت الله وشاورت الأهل ووافقت عليه، وحلمت حلما سعيدا بعدها عن الوالد -رحمه الله-.
بعدها بفترة خطبني أعزب على دين وخلق ومحافظ على صلاته، ولا يعلم بخطبتي من الأول، فشاورنا أهل خطيبي الأول إذا كانوا جازمين في أمر الزواج، فقالوا بصريح العبارة: (إذا بتزوجون بنتكم زوجوها)، بحكم أن خطيبي السابق ليس لديه وظيفة حاليا.
وشاورنا الأهل في الخاطب الثاني، والكل أثنى عليه، لكني مترددة وخائفة أن الله يعاقبني لأني تركت الخاطب الأول وأنا مرتاحة، علما أني كنت أدعو الله أن يختار لي ولا يخيرني، وأهلي رفضوا أن أرتبط بالخاطب الأول، وصارت بعض المشاكل في هذا الموضوع، ويقنعوني الآن أن أوافق.
أرشدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على العمل بما يرضى الله، ونسأل الله لك الخير والتوفيق.
لا شك أن للمسلم حقوقا وعليه واجبات، ومن حقوقه أن لا يخطب أحد على خطبته حتى يأذن أو يترك، وفي ذلك صيانة لمعاني الألفة وتأكيد لقيم الوفاء والصدق، وصيانة للعلاقات بين الناس، وعندما خطبت خولة -رضي الله عنها- أم المؤمنين عائشة للنبي -صلى الله عليه وسلم- طلب منها الصديق الانتظار، لأن المطعم بن عدي كان قد تكلم في شأنها وطلبها لأحد أولاده، فذهب إليه وتحلل من ذلك الارتباط، والقصة في ذلك معروفة، وفيها دليل على جمال الأخلاق التي كان عليها الصديق -رضي الله عنه-.
وهذا ما ينبغي أن يفعل مع الحالة المذكورة، ويبدو أن بعض ذلك قد حصل من خلال التواصل مع أسرته حتى قيل لكم: (إذا بتزوجوا بنتكم زوجوها)، ونتمنى أن يتم التحلل من الرجل نفسه، ولا أعتقد أن هناك صعوبة في التحلل طالما أن الرجل الأول ليس له عمل، وأهلك لا يفضلون الانتظار، وليس عليك حرج، والدور الأكبر هو دور محارمك، فلا يمكن للفتاة أن تتزوج إلا بموافقة وليها، فالأولياء هم مرجع الفتاة.
ولا حرج في أن ترفض فتاة رجلا أو يرفضها رجل خلال فترة الخطبة، ولكن من المهم أن نحسن الاعتذار، ونراعي المشاعر، ونحتفظ بمساحات من الاحترام للطرف الآخر.
والهدف من الخطبة هو إتاحة الفرصة لمزيد من التعارف ليتم اتخاذ القرار الصحيح، ومشوار الحياة طويل، ولا بد من بناء البيوت على قواعد ثابتة من التفاهم.
وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، والاحتكام إلى شرعه في كل الأمور، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.