ما سبب الشعور بالغربة والكآبة؟ وما علاجها؟

0 323

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختي عمرها 27 سنة، تعاني منذ أربع سنوات من اكتئاب وقلق واضطرابات في المزاج، وتعالج منذ ثلاث سنوات بدون نتيجة، لا أستطيع ذكر الأدوية التي استعملتها فهي كثيرة، ولكنها تتناول أخيرا (تيجريتول) مع (زيروكسات) مع بعض المنومات، وهي الآن حامل، وحالتها تزداد سوءا، ومزاجها كئيب طول اليوم.

الخطير في الموضوع: لماذا تقول دائما أنها لا تشعر بنفسها، وأنها جسد من غير روح، ولا تحس أن الواقع هو فعلا الواقع، ولا تشعر بطعم الراحة ولا السعادة، وعندما تنظر للمرآة لا تستوعب صورتها وتحس بتشتت كبير، وضياع وتوهان وإحساس غريب بالغربة بينها وبين صورتها.

أصبحت تنسحب من كل شيء، والمحزن في حالتها أنها تقول أنها ليست حية ولا ميتة، تكره زوجها وتكره أمي؛ لأنها ارتكبت معها أخطاء فضيعة بالرغم من أنها ابنتها، سؤالي: هل التشخيص الذي أجمع عليه أطباء معروفون عندنا صحيح أم أنها تعاني من شيء آخر؟ وهل يوجد أمل أن تختفي الأحاسيس المدمرة التي تحس بها؟

أتمنى أن أجد منك ـ يا دكتور محمد ـ إجابة شافية بالنسبة لهذه الأحاسيس وسببها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا على سؤالك، وعلى ثقتك في الشبكة الإسلامية وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله لأختك الشفاء العاجل.

لابد أن نثق في مقدرات الطبيب الذي قام بتشخيص حالة أختك، إلا أن الكثير من الأمراض النفسية تتبدل وتتشكل، وتختفي أعراض وتظهر أعراض أخرى من وقت لآخر، والصورة التي رسمتها بالحالة النفسية لأختك أرى أن التشخيص الأقرب هو أنها مصابة بنوع من الاكتئاب، مع وجود احتمال كبير لأعراض فصامية، وهذه الحالة تعرف بالفصام الاكتئابي، وفي هذه الحالة يعالج المريض عن طريق الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل (الزيروكسات) الذي تتناوله -الأخت الكريمة- حاليا، يضاف له أحد الأدوية المثبتة للمزاج، مثل (التجرتول)، والذي هي عليه أيضا، ولكن لابد أن يضاف أيضا أحد الأدوية المضادة للذهان، مثل الدواء الذي يعرف باسم (رزبريدال).

الشيء الآخر الذي أود أن أنبه عليه هو أن (التجرتول) يعتبر من الأدوية المشكوك في سلامتها في الأربعة الشهور الأولى للحمل، كما أن المنومات لا ينصح باستعمالها كثيرا؛ حيث أنها ربما تزيد من الاكتئاب النفسي.

بجانب العلاج الدوائي أرى أن هذه الأخت تحتاج للمساندة والمؤازرة، والتشجيع، والتأهيل الاجتماعي، وأنا على ثقة تامة بأنكم لن تبخلوا عليها بذلك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات