السؤال
السلام عليكم..
لقد أحببت شابا وأحبني جدا، ولكنه ابتعد عني بعد فترة خوفا من الله، والآن لا أستطيع أن أعيش بدونه، ولا التركيز في دراستي أو أي شيء في حياتي بشكل كامل، فهل قراره صواب؟ وماذا أفعل لأتعايش مع الوضع لحين عودته لبدء العلاقة مرة أخرى في الحلال؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اعلمي وفقك الله- أن انفتاح الفتاة في العلاقات مع الشاب وتعرفها عليه وممارسة الحب معه قبل العقد الشرعي أمر لا يجوز، وفيه كثير من المخالفات الشرعية، كما يتخذه بعض الشباب وسيلة ابتزاز وخديعة للفتيات ثم يتركهن ويذهب لغيرهن وهكذا.
- لذا ننصحك بالابتعاد عن هذا الطريق، وعدم الوقوع فيه مرة أخرى، مع صدق التوبة والإقلاع، والندم على ما فات، والعزم على عدم تكراره والاستغفار، وكثرة الأعمال الصالحة؛ حتى يغفر الله لك ما سلف.
- وإذا كان الشاب قد ابتعد عنك خوفا من الله وتوبة إليه مما وقع منه سابقا، فهذا قرار صائب منه، والواجب عليك اتخاذ نفس القرار خوفا من الله وتوبة إليه، وعليك بإقناع نفسك بذلك وإبعادها عن التعلق المحرم بشخص ما زال أجنبيا عنها، وإشغالها بما عليها من واجبات وأعمال والتفرغ لدراستك والاجتهاد فيها.
إن أمكن لذلك الشاب أن يخطبك من أهلك ويعقد عليك رسميا فهو الأفضل لك وله، حتى ولو تأخر الزواج بحيث تمارسون التواصل وتبادل الحب دون مخالفة، وإن لم يستطع الآن فالابتعاد عن ممارسة التواصل غير المنضبط بالشرع حتى يتم العقد هو الحل الآمن لكما.
عليك أن تملئي ذلك الفراغ العاطفي بحب الله، والإقبال على ذكره، والسعي في مرضاته سبحانه، والتضرع إليه سبحانه بأن يملأ قلبك بحبه والأنس به سبحانه، وعليك بكتاب الله، قراءة وتدبرا كلما شعرت بشيء من القلق والهم، وكذلك التسبيح والاستغفار حتى يذهب ما بك، كما ننصحك بالبحث عن رفقة صالحة ناصحة من الأخوات لتقضي وقتك بالمفيد، وترك الانزواء والانطواء على النفس، لأن ذلك سبب للتفكير السلبي والخواطر السيئة، كما نصحك بالدعاء والتضرع إلى الله أن يعجل بلم الشمل وإتمام الزواج بينكما، فالدعاء باب عظيم من أبواب قضاء الحاجات.
أسأل الله أن ييسر أمركم ويصلح أحوالكم ويوفقكم لما يحب ويرضى.