السؤال
السلام عليكم.
ولدت ولدا بعملية قيصرية، والولد كان طبيعيا، والوزن يزيد، حتى وصل الطفل سن الشهرين والنصف ومات؛ حيث كان مريضا، وبعدها بسنة ولدت بنتا وكان كل شيء طبيعيا، والوزن يزيد أيضا، وكنت أرضعها بشكل عادي، ووصلت إلى نفس سن أخيها وماتت!!
أهم الأعراض التي ظهرت عليهم: صعوبة الرضاعة، والبكاء، والتغير الفجائي، وبنفس اليوم يموتون، والدكتور قال: السبب هو نقص الأكسجين، لكني محتارة لماذا يموتون بنفس العمر؟ وما الذي نعمل؟ وما التحاليل اللازمة؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ندعو الله أن يجعلهما شفيعين لكما يوم القيامة، وأن يقوداكما إلى الجنة بحول الله ورحمته وعفوه.
ما حدث للطفلين يسمى متلازمة موت الرضيع المفاجئ Sudden infant death syndrome وتكتب اختصارا (SIDS)، وهي وفاة غير مبررة، تحدث عادة للطفل الذي يبدو سليما دون العام من العمر. والسبب غير معروف على وجه اليقين، ولكن قد يكون لوجود عيوب خلقية في جزء من دماغ الرضيع الذي يتحكم في التنفس والاستيقاظ من النوم علاقة بذلك.
وعموما: هناك أسباب كثيرة قد تجتمع سويا وتؤدي إلى موت الطفل المفاجئ، ومنها العيوب الدماغية كما قلنا، بالإضافة إلى انخفاض الوزن عند الولادة، وما يصاحب ذلك من عدوى الجهاز التنفسي، ومن أشهر الأسباب التي تؤدي إلى موت الطفل السليم هي نوم الطفل على البطن أو الجنب؛ مما يؤدي إلى كتم النفس أثناء النوم بجوار الأم أو بالثدي أثناء الرضاعة خصوصا لو نامت الأم والثدي في فم الطفل دون أن تنتبه؛ ولذلك يجب أن ينام الطفل على ظهره، وأن يتم مساعدته على التجشؤ بعد الرضاعة، وأن يتم إرضاعه في وضع أقرب إلى الجلوس، وألا يشارك الأم الفراش أثناء النوم، وألا يدخن الوالد في الفراش بجوار الطفل إذا كان مدخنا.
ومما يساعد في تجنب تلك الظاهرة كما قلنا: نوم الطفل على ظهره بعد الانتهاء من إرضاعه، وتغيير "الحفاظ" مع التنبيه على من يتعاملون مع الطفل من الخدم وغيرهم في كيفية نوم وإرضاع الطفل، مع الحرص على عدم وضع ألعاب أو فرو أو وسائد زائدة في المكان، مع الحرص على إرضاع الطفل رضاعة طبيعية كاملة في الشهور الستة الأولى من عمره.
ثم البدء في إدخال وجبات مثل شوربة الخضار ووجبات سيريلاك الفواكه أو الأرز بعد ذلك، ولا داعي لوضع "اللهاية" في فم الطفل طوال الوقت، بل يجب أن يتم استخدامها عند نوبات البكاء المستمرة فقط وعند الضرورة القصوى دون إرغامه على تناولها إذا رفضها، مع الحرص على إعطاء الطفل التطعيمات الإجبارية المقررة، والتي تحمي الطفل بأمر الله من العديد من الأمراض الفيروسية والبكتيرية التي تصيب الأطفال.
وفقكم الله لما فيه الخير.