السؤال
السلام عليكم.
حسب تذكري فإني كسرت غطاء خلاط كهربائي، وقد أخبرت أمي بذلك، وهذا قبل سنة تقريبا، البارحة لاحظ أبي أنه مكسور فقام مباشرة وصاح في وجهها: لقد كسرته أنت مهملة، خرج وهو غاضب، أي لم يسأل حتى من قام بكسره، وهي لم تنف أنها لم تكن الفاعلة، لأنها نسيت أني من كسرها، فبهذا لم أجرؤ أبدا على الاعتراف بأني من كسرها، والذنب يقتلني ولا أعلم ما الذي يجدر بي فعله، إذ أنني لا أقوى على كشف أنني الفاعلة إذ ستتأزم الحالة أكثر، فما هو أفضل وأسهل حل؟ أرجوكم ساعدوني.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ صص حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك - بنتنا وأختنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويسددك ويصلح الأحوال، ونشكر لك مشاعرك النبيلة، وشكرا لوالدتك، ونسأل الله أن يحقق لكم جميعا السعادة والآمال.
لقد أسعدنا سكوت الوالدة، ونتمنى أن تشكري لها هذا الموقف، واطلبي منها أن تخبر الوالد في لحظة هدوء، وعليه أن يعلم أن الأواني من الطبيعي أن تنكسر بل والإنسان يمرض ويكسر ويموت، بل إن الأبناء والبنات لا يمكن أن يصلوا إلى مرحلة الإتقان إلا بعد حصول شيء من التلف لما تحت أيديهم، كما أن الكبار قد يسقط منهم كوب أو إناء.
ولا شك أن الوالدة هي الأعرف بطبائع الوالد وبطريقة مناقشة مثل هذه الأشياء معه، كما أن سكوتها دليل على فهمها لنفسية الوالد وطرائق التعامل معه، ولكن المهم هو نقبل هذا الشعور للوالدة ومن ثم مشاورتها في الخطوة المناسبة، وسوف تسعد الوالدة بمشاعرك التي دفعتك للاعتذار لها والتأسف لما حصل لها.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى زيادة البر لوالدتك وإكرامها، مع ضرورة إعطاء الوالد حقه من الاحترام والتقدير والبر، ونسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك.