ابنتي الصغيرة تتصاعد منها رائحة الإبط.

0 102

السؤال

السلام عليكم

لدي بنت بعمر ست سنوات و11 شهرا، ومنذ 3 شهور تقريبا بدأت تصدر منها رائحة من منطقة الإبط مثل رائحة البالغين!

انصدمت وحزنت عليها، فقرأت في النت بعض الأسباب، منها: الوجبات السريعة، وأكل البصل والثوم، فقللت من تناولها للوجبات السريعة، وهي لا تحب البصل أو الثوم، وتستحم أكثر من مرتين في الأسبوع بالأجواء المعتدلة، وتستحم كل يوم في الصيف، وهي ليست سمينة، ما السبب؟

أصبحت ابنتي تخاف أن يشم أي أحد هذه الرائحة منها، وطلبت مني ألا أخبر أحدا بذلك حتى والدها.

أفيدوني بالحل رجاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيلاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأقدر معاناتك مع تلك المشكلة الخاصة بابنتك الكريمة، وأتمنى أن تكون المعلومات والنصائح التالية مفيدة لك بشكل كبير.

يوجد نوعان من الغدد العرقية بالجسم:

نوع الأول: (Eccrine glands)، وتوجد في كل أنحاء الجسم المختلفة تقريبا، وتفرز العرق نتيجة زيادة درجة حرارة الجسم لتنظيمها.

والنوع الثاني: (Apocrine glands)، وتوجد في أماكن محددة مثل الإبطين، وجلد الأماكن التناسلية والثديين، وتفرز الرائحة المميزة لكل إنسان، ولا توجد لها وظيفة في تنظيم درجة حرارة الجسم.

تنتج الرائحة الكريهة نتيجة تحلل العرق -وبالأخص في منطقة الإبطين-، بواسطة البكتيريا الموجودة في الجلد وإنتاج المواد -الأمونيا والأحماض الدهنية- ذات الرائحة اللاذعة أو النفاذة أو الزنجة.

لذلك فإن العلاج يعتمد في الأساس على إبقاء الجلد، وبالأخص تحت الإبطين جافا، بالإضافة إلى تقليل البكتريا التي تقوم بتحليل العرق إلى الحد الأدنى من خلال اتباع التعليمات الآتية:

- الاستحمام المتكرر وغسل الإبطين بعد العرق، باستخدام المنظفات أو الصابون المضاد للبكتيريا، والتجفيف بشكل جيد.

- تجنب زيادة التعرق بتجنب الجلوس في الأماكن الحارة، وتناول المأكولات الحارة.

- لبس الملابس القطنية أو الماصة أو المسهلة لتبخر العرق، وتغيير الملابس والاستحمام بعد ممارسة الرياضة، أو أي نشاط بدني يؤدي إلى التعرق.

- تجنب تناول المأكولات التي تفرز في العرق، ويكون لها رائحة نفاذة مثل الثوم والكاري.

- استخدام مضادات التعرق (Antiperspirants)، وليس مزيلات العرق أو الروائح فقط (Deodorants)، ويجب ملاحظة ذلك عند شراء مزيلات العرق، بقراءة هل هي مزيلة للعرق، أو معطرة فقط؟ وذلك بمراجعة الكلمات الإنجليزية المكتوبة بين الأقواس، وتوجد أنواع متداولة في المتاجر تحتوي على مزيل العرق والمعطر في عبوة واحدة، وتوجد شركات مهتمة بإنتاج مستحضرات العناية بالجلد، لها مستحضرات موضعية تحتوى على مركبات مضادة للعرق بتركيزات علاجية للتقليل من إفرازه، وتوجد على عدة هيئات منها الكريم إذا رغبتي فى ذلك، ويمكن مناقشة الطبيب المعالج أو الصيدلي؛ لمعرفة الأنواع المتاحة في البلد الذى تقطني به.

- إنقاص الوزن إلى القيمة المثالية مفيد؛ للتقليل من الرطوبة بالثنايات.

- أنصح أيضا بزيارة طبيب أمراض جلدية وباطنية؛ لتوقيع الكشف الطبي، وأخذ التاريخ المرضي، وطلب بعض الفحوصات المعملية؛ لأن هناك بعض الأمراض تكون مصحوبة بزيادة في التعرق، مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية، وغيرها.

أما إذا كانت المشكلة ليست لها علاقة مباشرة بالتعرق والرطوبة بثنايات الجلد، فتوجد حالات نادرة يكون سبب الرائحة الكريهة فيها هو خلل في عملية الأيض لبعض الأحماض الأمينية الموجودة في عدد من الأغذية، أهمها: الأسماك البحرية، ويجب للتأكد من التشخيص بعمل بعض الفحوصات، أهمها عمل تحليل للبول المجمع لمدة 24 ساعة؛ للقياس والتأكد من وجود ناتج الأيض الذي يسبب الرائحة الكريهة، وفي هذه الحالة يكون العلاج بتنظيم تناول الأغذية المختلفة، وينصح طبيبك وطبيب التغذية، بتجنب تناول بعض الأغذية مطلقا، مثل الأسماك البحرية -ويمكن تناول أسماك المياه العذبة-، وينصحوا أيضا بالتقليل من تناول أغذية أخرى، وهكذا.

ويمكن إعطاء بعض المضادات الحيوية التي تعمل على تغير أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء، بالإضافة إلى النصيحة باستخدام صابون منخفض في الرقم الهيدروجيني؛ لأنه يساعد في إزالة هذا الناتج الأيضي من على سطح الجلد.

في بعض الأحوال إذا لم يلاحظ الطبيب رائحة كريهة حقيقة عند المريض، ربما يكون ذلك علامة مبكرة لبعض الأمراض النفسية.

أتمنى لكم السعادة ووفقكم الله، وحفظكم من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات