السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة أدرس بكلية الطب بالسنة الثانية، كنت أعاني في السنة الأولي من عدم قدرتي على المذاكرة، وعدم رغبتي فيها، دعوت الله أن يهديني ويوفقني وييسر لي أمري، فالحمد لله حصلت على الامتياز، ولكن بعد تعب الأعصاب وضغط شديد جعلني أبكي كثيرا.
أنا أشعر أن توفيقي هو دائما من عند الله، ليس لأني أحب الاجتهاد والجد أو حتى المذاكرة أو لأني أفعل ذلك.
أنا دائما أريد أن أكون من المتفوقين، ومن أوائل الدفعة لكن هذه الرغبة لا تحركني من مكاني.
ما يجعلني أذاكر هي الامتحانات فقط، وعند أن أحبط في الأيام العادية من قلة مذاكرتي أقول دائما: أريد أن أترك الكلية، أنا لا أقدر عليها، ولكن كلما تذكرت تعب والدي وبذلهما ما بوسعهما لأدخل هذه الكلية أتراجع.
أنا حزينة أيضا لأني لا أستطيع أن أحمل مسؤولية نفسي، دائما أشكو لأهلي أمري، وهذا الشيء يتعب أعصابهم.
أهلي أيضا يسببون لي ضغطا شديدا أنهم يريدوني أن أكون من الأوائل، وأنا أحزن كثيرا لأني لا أستطيع، وأيضا هم يقومون بمقارنتي مع طلاب آخرون معي بالكلية، وهذا يتعبني نفسيا جدا.
أرجوكم أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما تقدم.
طلب العلم والدراسة لها أهمية بالغة في مستقبل الإنسان وتحقيق النفع له ولدينه ولأمته، والحمد لله أن لك أسرة كريمة حريصة على تعلمك، وأنت لديك القدرة على الدراسة من حيث القدرة البدنية والذهنية، وحصل منك أن أصبحت من المتفوقات، وهذه نعمة افتقدها الكثير من الفتيات، فعليك بشكر الله عليها.
أما موضوع عدم القدرة على المذاكرة، وعلى الدراسة، يظهر والله أعلم أن هذا مجرد وهم، وأنت قد سلكت طريقا فاعلا للخلاص من هذا الوهم، بكثرة الدعاء والتضرع إلى الله، وقد استجاب الله دعاءك، وزال عنك ذلك الوهم، وعليك الاستمرار في الدعاء، وأيضا عليك بالاستغفار، والإكثار من قول: لاحول ولا قوة إلا بالله.
أما أمر الرغبة في التحصيل، فعليك أن تقرئي كثيرا في أهمية التخصص الذي تدرسين فيه ومدى نفعه على المجتمع، فتزداد لديك القدرة أكثر على التحصيل.
مجالسة الطالبات المتفوقات حتى تكتسبين منهن الهمة العالية، ثم اعلمي -أختي الكريمة- أن ما يفعله الوالدان معك من التحفيز للتفوق، وإن شعرت أنه فيه ضغط عليك، لكن الواقع أن هذا فيه مصلحتك، ولا يريدان إلا الخير لك، وتفوقك يسعدهم كثيرا، وحتى يحصل لك مستقبل زاهر في حياتك، فآمل منك أن تقابلي نصحهم لك بالشكر لهما، والرضا والقبول، امتثالا لأمر الله بطاعة الوالدين، ولأن هذا فيه مصلحة عظيمة لك.
مسألة التفوق وعدم القدرة على ذلك، فأنت قد حاولت فيما سبق، وكنت متفوقة، وحاولي إقناع الوالدين أنه لا يلزم المقارنة وأن تكوني مثل غيرك تماما في التفوق، ولعلهما يتفهمان وجهة نظرك، ولكن احذري من التدني في المستوى أو الضعف الذي يدل على التسيب والإهمال.
وفقك الله لمرضاته.