السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أتناول أدوية نفسية منذ ثلاث سنوات، جربت (زولفت) و (سيروكسات)، حيث أنني أعاني من خوف اجتماعي شديد، ولا أستطيع النظر في وجه من يحدثني، ويظهر على وجهي علامة الخوف والقلق برغم أني من الداخل لا أحمل كل هذا الذعر، وأيضا لدي فوبيا من الأماكن المغلقة تؤثر على حالتي النفسية بشكل شديد، أخذت الدواء على جرعات ليست كبيرة، وحاليا أكملت 8 أشهر على استخدام (سيروكسات)، لأني سمعت أنه متخصص في حالات الرهاب الاجتماعي المبني على قلق عام ووساوس، وليس هناك نتيجة بشكل قوي خاصة أني أتناول 25 صباحا ومساء، وأحيانا من إحباطي أن الدواء لا يؤثر خلال تلك الفترة أهمل الدواء، وآخذه بشكل متقطع وفي مواعيد غير منضبطة.
المشكلة أنه في الآونة الأخيرة أصبحت أشعر بضعف عام في الذاكرة، حيث لا أتذكر ما كنت أخطط له في يومي، وأحيانا كثيرة تأتي فكرة في بالي وفجأة تختفي من ذاكرتي، مع العلم أني أشعر أني نسيت هذا الشيء وللأسف أتذكره في وقت لاحق.
ومنذ شهر أيضا بدأت حصة تدريبية في جيم قريب من منزلي، أشعر أن تناول (السيروسكات) يودي إلى ارتخاء عام في العضلات.
بم تنصحني يا دكتور هل أجرب (سبرالكس) أم أرفع الجرعة أم أضيف دواء مدعما؟ خاصة أني أشعر أن (السيروكسات) أثر على ذاكرتي قليلا؛ حيث أني لم أجد النتائج المطلوبة؛ مما جعلني آخذه بشكل عشوائي مما قد يؤثر على البناء الكيمائي، هل لو تأثر البناء الكيمائي للدواء يفقد فعاليته للأبد؟
أرجو المساعدة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فتحدثت في استشارتك هذه وفي بعض استشاراتك السابقة أنك تعاني من قلق المخاوف، ويا أخي الكريم: التركيز على العلاجات غير الدوائية مهم جدا، بأن تحقر الفكر السلبي، وأن تبني قناعات جديدة أنك أفضل مما تتصور، وأن ما يأتيك من أعراض ليس بالضخامة أو بالحجم الذي تتصوره، وأن تكون لك برامج اجتماعية واضحة، برامج للتواصل الاجتماعي، وأهمها القيام بالواجبات الاجتماعية.
أخي الكريم: مجتمعنا مجتمع خير جدا، والتواصل الاجتماعي الإيجابي يفيد الإنسان ويقوي من إرادته ومن عزيمته، ويعطيك مهارات اجتماعية ممتازة، أن تلبي الدعوات (مثلا) كالأفراح والأعراس، أن تذهب إلى عزومه، أن تمشي في الجنائز، أن تقدم واجبات العزاء، أن تزور المرضى، أن تزور أرحامك خاصة من كبار السن... هذه كلها علاجات وعلاجات عظيمة، وأنا شخصيا وجدت أن الصلاة مع الجماعة في المسجد هو من أفضل وسائل علاج الخوف الاجتماعي، وكذلك العلاج عن طريق ممارسة رياضة جماعية.
لا نريد للناس أبدا أن تأتي بأشياء نظرية، نريد الناس أن تطبق أشياء عملية موجودة في مجتمعنا، وهذا -أخي الكريم- هو الأساس العلاجي الرئيسي، فأرجو أن تحرص على ذلك.
وبعد ذلك يمكن أن أحدثك عن الدواء، الأدوية تساعد قطعا ولا شك في ذلك، و (الزيروكسات) من الأدوية الممتازة، لكن -يا أخي- يعاب على (الزيروكسات)، أنه ليس له إفرازات ثانوية، لذا في خلال أربع وعشرين ساعة إلى ست وثلاثين ساعة ينقطع الدواء تماما من الدم، ليس مثل البروزاك (مثلا) الذي يبقى بإفرازات ثانوية حتى عشرة أيام في الدم، فلذا -أخي الكريم- الانضباط التام في تناول الجرعة بعد الجرعة مهم جدا، كل أربع وعشرين ساعة يجب أن تتناول الجرعة، حتى يكتمل البناء الكيميائي بصورة صحيحة.
طريقة تناولك للدواء: إذا لم تضر لن تنفع، فيا أخي الكريم: من الآن انضبط تماما في تناول الزيروكسات، وهو دواء سليم، وتحتاج لجرعة خمسة وعشرين مليجراما فقط من الزيروكسات CR، لا تتعدى هذه الجرعة.
وأريدك أن تدعمه بعقار (بسبار) والذي يسمى علميا (بسبارون)، هنالك دراسات كثيرة جدا تؤكد أن إضافة البسبار للزيروكسات أو للـ (زولفت) تساعد كثيرا في زيادة فعالية الدواء، خاصة فيما يتعلق بعلاج القلق والمخاوف والوساوس.
جرعة البسبار تبدأ بخمسة مليجرام صباحا وخمسة مليجرام مساء لمدة أسبوع، ثم تجعلها عشرة مليجرام صباحا وعشرة مليجرام مساء لمدة شهر، ثم تجعلها عشرة مليجرام ثلاث مرات في اليوم، وهذه هي الجرعة الكلية، استمر عليها لمدة شهرين، بعد ذلك خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.
أما الزيروكسات CR بجرعة خمسة وعشرين مليجراما، فيجب أن تستمر عليه لمدة عام على الأقل.
هذا هو الذي أنصحك به، وقطعا عدم الانتظام في الدواء يؤدي إلى اضطراب في تفاعل المستقبلات العصبية معه، وهذا قطعا يؤثر على البناء الكيميائي، ليس فقدانا للفعالية، إنما هو اضطراب في الفعالية والناتج الإيجابي.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.