السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أصبت فجأة بنوبة هلع، وشعرت أني سأموت وبردت أطرافي وشعرت برجفة، بعدها أصبحت في هم دائم وضيق، وأحسست أن في نفسي شيئا لا أقدر أن أكمل حياتي ولا أن أرعى أطفالي، أكره بيتي وحساسة من تصرفات زوجي، علما أنه رفض أن يساعدني أو يذهب بي إلي دكتور نفسي.

أشعر بكآبة فضيعه أكره الحياة وأخاف من الموت، وكل الوقت أشعر بشيء أخر حلقي، ورجلي ضعيفة وكأنني سوف أسقط، حزينة وأكره اللحظة التي أنام فيها خوفا من الضيق الذي أشعر به اليوم الثاني، أشعر أنني أحتاج أن أهرب من حياتي.

ما لعلاج المناسب، وما حالتي وماذا أفعل، أشعر بقلة صبر، ومتوترة من وضعي هذا وأشعر بضغط في رأسي ولا أعرف ما أحبه، هل ممكن أن تكون علامات للموت؟ وهل فعلا سأموت قريبا؟

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أصبحت تعانين الآن من اضطراب الهلع، واضطراب الهلع هو حدوث نوبات هلع أو حتى نوبة واحدة، وبعدها يكون هناك هم وضيق وخوف بالذات من حدوث هذه النوبة لفترة شهر هذا كاف لتشخيص اضطراب الهلع النفسي، وهذا ما يحدث معك يا أختي الكريمة.

وللأسف الشديد الأزواج والأهل والناس بصورة عامة لا يستطيعون أن يتفهموا هذا الأمر، لأن المريض الذي يعاني من اضطراب الهلع أو الوسواس يكون كل المعاناة في داخل الشخص، وفي أحيان كثيرة قد لا تظهر في تصرفاته، هو يحاول أن يخفيها ويتحمل المعاناة كاملة، ولذلك الأشخاص الآخرون يظنون أن الشخص بمقدوره أن يتخلص من هذه الأشياء، ولا يتفهمون المرض النفسي بطريقة واضحة يا أختي الكريمة، هذه مشكلة لا تعانين منها وحدك يعاني منها كثير من المرضى النفسيين، ونسأل الله أن يتم التغلب على هذا الشيء من خلال نشر الوعي الصحي وسط المجتمع وبالذات من أفراد المجتمع ومن أصدقاء المرضى النفسيون.

تحتاجين إلى علاج وإن شاء الله العلاج يخفف من الأعراض بصورة كبيرة ويخفف من معاناتك، أفضل دواء يساعدك هو (استالبرام أو السبرالكس)، ( 10 مليجرام) ابدئي بنص حبة بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاجين إلى 6 أسابيع حتى تشعرين بتأثير الدواء وبزوال أعراض المرض، ومن ثم يجب أن تستمري في الدواء لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم يبدأ سحبه تدريجيا.

نسأل الله الكريم أن يديم عليك الصحة والعافية، وفقك الله وسدد خطاك.