السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. محمد عبد العليم، كنت أعاني في السابق من قلق شديد ووسواس، ونوبات هلع ناتجة عن صدمة، واستعملت لسترال، وتحسنت وتركت العلاج، وبعد سنتين انتكست ورجعت الأعراض واستخدمت لسترال، بعدها انتقلت للسيبرالكس، واستمررت لمدة 6 شهور، وتركته بالتدريج، وبعد سنة رجعت الأعراض مرة أخرى، والآن أفكر في استخدام بروزاك، علما بأنه في مكان إقامتي لا يوجد طبيب نفسي لمراجعته.
أرجو أن تعطيني خطة علاجية كاملة، وقد حللت فيتامين (د)، والنتيجة نقص حاد.
علما بأنني لست انطوائيا، بل أنا مرح، وأحب العمل وأحب الحياة.
أرجو منكم الرد، والشكر موصول.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أكرم محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
استعمال البروزاك لا بأس به لعلاج القلق الشديد والوسواس ونوبات الهلع، لكن تحتاج لجرعة وسطية، وهي أربعين إلى ستين مليجراما يوميا، كما أن الدواء بطيء الفعالية في بداية الأمر؛ ولذا يجب أن تصبر عليه؛ حيث إن البناء الكيميائي قد يتطلب أربعة إلى ستة أسابيع.
فلا بأس أبدا أن تبدأ بعشرين من البروزاك، وتتناولها يوميا لمدة أسبوعين، ثم تجعل الجرعة أربعين مليجراما، وهذه سوف تكون كافية كجرعة وسطية جيدة، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم انتقل إلى الجرعة الوقائية بجرعة كبسولة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا بالنسبة للأدوية.
الحمد لله تعالى شخصيتك شخصية تفاعليه واجتماعية، وهذا أمر جيد، فاستمر في برامجك الاجتماعية، وطور مهاراتك في هذا السياق، وأهم شيء: أن يقوم الإنسان بواجباته الاجتماعية، هذا يزيد المهارات ويطور الذات ويعطي الإنسان مردودا نفسيا إيجابيا جدا.
أيها الفاضل الكريم: تحقير الخوف والقلق والوسواس أمر هام، وأن تكون إنسانا فعالا في حياتك هذا يحول القلق من قلق سلبي إلى قلق إيجابي؛ لأن القلق مطلوب كطاقة إنسانية مهمة، والذي لا يقلق لا ينجح، فأحسن إدارة وقتك وكن منجزا؛ فتنظيم الوقت وحسن إدارته هو أحد أسرار النجاح العظيمة.
أيها الفاضل الكريم: لا تنزعج للانتكاسات السابقة، ربما تكون مجرد هفوات وقد انتهت، والإنسان يتطور بطبعه مع مرور الأيام والعمر، فالأمر كله -إن شاء الله تعالى- في مصلحتك.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.