أخي يشعر بالبعد عن الله، وكلما يحاول القرب من الله إذا به يبعد

0 107

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أخي بعمر 16 سنة، يمر بظروف صعبة من الناحية النفسية الدينية، هو جيد لكنه بعيد عن الله، وكلما مر الوقت يبعد عن الله أكثر -الحمد لله- بالرغم من أنه قام بعمرتين وحج لكنه ما زال على المعاصي منذ أكثر من 5 سنوات، يحاول كثيرا الرجوع وينتظم في طريق التوبة يوما أو يومين ثم ينتكس، طوال الوقت يشعر بأنه مخنوق ولا يحس أنه مرتاح نفسيا، ويحس أن هناك شيئا ينقصه بسبب كثرة الذنوب.

ليس عنده خشوع، وعندما يسمع الأذان لا يذهب ليصلي، وكل يوم مثل الذي قبله.

أرشدونا، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جميع البشرية يبحثون في هذه الحياة عن السعادة بطرق مختلفة، ولقد شاهدنا أن كثيرا منهم امتلك المال والجاه والمنصب، ومع هذا عاش في ضنك ونكد، والسبب أنه ما عرف الطريق الصحيح الموصل إلى السعادة.

إن ديننا الحنيف الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والمتمثل بكتاب ربنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام هو دستور حياتنا وسر سعادتنا ومجدنا وتقدمنا وعزتنا.

ما أكثر الآيات التي تتكلم عن سر الحياة الطيبة والمطمئنة، ودونك بعض الآيات تبين لك ذلك يقول تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، ويقول: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، ويقول: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمىٰ).

كل من تنكب صراط الله والتهى بأموره الدنيوية واقترف الذنوب والمعاصي لا يمكن أن يشعر بالراحة أو السعادة، والسبب أن كل ما يقوم به يصادم الفطرة التي فطرت نفسه عليها، فيعيش الإنسان في فصام واضطراب.

الذنوب والمعاصي من أسباب ضنك العيش ونكده، ومن أسباب الاضطراب النفسي والقلق، وحرمان الرزق يقول تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).
قال ابن القيم: (الصلاة مجلبة للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى، مطردة للأدواء، مقوية للقلب، مبيضة للوجه، مفرحة للنفس، مذهبة للكسل).

لا يزال في أخيك الخير طالما، وهو يعود للصلاة ما بين الحين والآخر، فخذي بيده وأرشديه إلى الطريق الصحيح، واجتهدي في تجنيبه رفقاء السوء، وحثيه على مصاحبة الأخيار فالقرين له بصماته على من يقارنه كما قال عليه الصلاة والسلام: (إنما مثل الجليس الصالح، والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، ويقال في المثل: الصاحب ساحب.

الإغراق في الدنيا مصدر من مصادر التعاسة كما قال عليه الصلاة والسلام: (تعس عبد الدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لنا ولك ولأخيك الهداية والاستقامة، إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات