الزواج من الفتاة المسلمة غير العربية

0 424

السؤال

أنا شاب عربي في السابعة والعشرين من العمر، وأعمل في إحدى الدول العربية المغايرة لبلدي، وكثيرا ما أفكر بموضوع الزواج، وذلك لما فيه من راحة نفسية واستقرار عاطفي وتفريغ للشهوات التي زرعها الله سبحانه وتعالى في جنس ولد آدم وتطبيقا لسنة نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وخاصة أني شاب محافظ ملتزم بالعبادات قدر المستطاع بعيد عن العادات السيئة التي يفعلها بعض الشباب الطائش من تدخين وسماع للموسيقى وسهر خارج البيت وغيرها من تلك العادات؛ لذلك أود أن أكمل ديني فيما أحله الله.

وأعمل حاليا بوظيفة جيدة، ولكنها لا تؤهلني إلى ذلك الهدف الذي أصبو إليه، في وقت أني أعرف عائلة أجنبية مجاورة لعملي ولكنها مسلمة، وجميع أفراد العائلة أناس مثقفون ومحترمون، ولديهم ابنة ملتزمة بلبس العباية، ولكنها تكشف قليلا من شعرها في بعض الأحيان، وغالبا ما أفكر بها كزوجة لما أرى من أخلاقها وثقافتها وجمالها، فهي أيضا وكما أعرف ملتزمة بالصلوات الخمس وصيام رمضان هي وعائلتها، وهذا قبل كل شيء، ولكني عندما أفكر بمستقبلي معها وخاصة فيما يخص موضوع الأولاد وما سوف يسببه لهم ذلك الفارق بيني وبين أمهم من ناحية اللغة والبيئة والعادات والتقاليد حيث إن التواصل بيني وبينها سوف يكون باللغة الإنكليزية فقط، وبذلك أكون قد ابتعدت بأولادي عن تعليمهم اللغة العربية والتي هي لغة القرآن الكريم، فهل تنصحونني بالتفكير جديا بتلك الفتاة كزوجة، حيث إني أكن كامل الاحترام لها ولعائلتها تماما كما يفعلون هم معي، وبذلك أعيش معها في ذلك البلد وأكمل معها مشوار حياتي، أم أصبر في سبيل أن أختار لأولادي أما عربية من بيئتي وبلدي لها نفس عاداتي وأفكاري وتعلمهم اللغة العربية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به، ونسأله تبارك وتعالى أن يلهمنا السداد والرشاد.

إن الخير في التعجيل بالزواج، وخير البر عاجله، وبالزواج تتهيأ للإنسان فرص السعادة والنجاح والطاعة للكريم الفتاح، خاصة إذا أحسن الرجل الاختيار وفاز بصاحبة الدين والفلاح، وشكر الله لك حرصك على الخير وبعدك عن سيء العادات والتزامك بالعبادات.

ولا مانع من الناحية الشرعية من الارتباط بتلك الفتاة؛ وذلك لأنها مسلمة، ولكن لا يخفى عليك ضرورة وجود توافق في العادات والتقاليد وطريقة الحياة، وكذلك التقارب في المستوى الثقافي والوسط الذي يعيش فيه كل منكما، وهذه الأشياء ضرورية لاستمرار الحياة واستقرارها، ومهمة في تربية الأبناء مستقبلا؛ ولذلك فإن الأفضل هو اختيار صاحبة دين وأخلاق من نفس بلدك، ويفضل أن يكون ذلك بعلم والديك ورضاهما.

وأرجو أن تكون مراسيم الزواج ميسرة، ولو كانت المبالغة في المهور وتكاليف الزواج مكرمة وشرفا لسبقنا لذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم احرص على البعد عن المعاصي والمخالفات؛ فإن لها آثارها السيئة.

أما اللغة العربية فهي لغة القرآن وهي وعاء القرآن والسنة، ولا يستغني عن تعلمها الطفل المسلم والطفل يتلقى عن أمه الكثير والكثير.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات