السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي كبيرة، وهي أني طالب مغترب أصبت بالاكتئاب والقلق وتقلب المزاج وعسره، وأتعالج منها بالعديد من الأدوية وتمارين الاسترخاء.
المشكلة الآن ومنذ بداية الإصابة بتلك الحالة أني لا أستطيع الدراسة والمذاكرة، حتي أني لا أستطيع إمساك الكتاب والبدء بالدراسة، أجلس أمام الكتاب ساعات طوال ولا أبالغ في ذلك، ولا أستطيع أن أقرأ كلمة واحدة، ولا الفهم ولا الحفظ، على الرغم من أني لم أكن فقط أحب الدراسة بل كنت أستمتع بها.
أنا مدرك لأهمية الدراسة وإتقان العمل، وأفهم أنه يجب أن أدرس وأنجح، وأهمية ذلك لمستقبلي، وأستحضر وأفهم ذلك، كما أني لم أترك وسيلة إلا فعلتها كي أدرس مثل طرق المذاكرة وأساليبها، ومثل الدراسة بصوت عال ورسم الخرائط الذهنية وغيرها.
استمعت أيضا وقرأت لمقالات وفديوهات التحفيز ولكن عبثا، وأستيقظ في الفجر الباكر وأحافظ على الصلوات في المسجد، وقراءة القرآن والأذكار.
المشكلة في الوقت الحالي أن امتحانات البكالوريس بعد عشر أيام وأنا في ورطة، أرجوكم أريد أي مساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما دام بقي على الامتحان 10 أيام أعتقد أن هنالك القليل جدا الذي يمكن عمله، وهو أن تستفيد من فترة الصباح هذه، وتحاول أن تبذل جهدا أكثر في الدراسة، وتدرس الأشياء المهمة.
أنا متأكد أنه لديك درجة من الاستيعاب، لكن القلق والتوتر وعدم القدرة على التكيف، لأنك ذكرت أنك مغترب بعيد من أهلك، هذا الوضع يعطيك شعورا أنك غير مركز، وأنك لم تستفد من المذاكرة، لا، لا بد أن يكون هنالك مخزون من المعلومات متواجدة في كيانك الداخلي.
خذ الأمور باسترخاء، وفي هذه الأيام التي تبقت حاول أن تدرس بقدر ما تستطيع، وكما ذكرت لك أن الدراسة في الصباح الباكر ستكون مفيدة، وركز على الأشياء المهمة، وطبق بعض تمارين الاسترخاء لا تستغرق أكثر من 5 إلى 10 دقائق، وحاول أن تأخذ قسطا معقولا من الراحة، ولو كان بالإمكان أن تدرس دراسة جماعية مع بعض أصدقائك هذا أيضا سوف يكون أمرا جيدا.
أسأل الله لك النجاح، ويجب أن تسأل الله وأن تدعوه للنجاح، وبصفة عامة وبعد أن تنتهي هذه الامتحانات لا أريدك أبدا أن تنظر لنفسك نظرات سلبية.
عدم القدرة على التكيف هذه تعالج من خلال إدراك أهمية العلم، وأنت مدرك لذلك، لكن عمليا وتطبيقيا لست مدركا، ففكر في ماذا سوف يحدث بعد ثلاث إلى أربع سنوات إذا لم تتحصل على درجتك الجامعية، وأن الأهل في انتظارك وأنك أتيت هنا من أجل الدراسة، وأن الاغتراب ليس بمفهوم السابق أبدا، أصبح الآن التواصل سهلا، والإنسان ما دام في مهمة إذ وضع تحت أي ظرف يجب أن يتقبل ذلك بلطف حتى يصل إلى هدفه.
تعلم إدارة الوقت بصورة جيدة، والرياضة يجب أن تكون جزءا في حياتك، وأنت الحمد لله تعالى محافظ على الصلوات في المسجد وقراءة القرآن والأذكار، وهذا رصيد عظيم جدا، ورفه عن نفسك بما هو طيب وجميل.
قطعا الأدوية المحسنة للمزاج سوف تساعدك، دواء واحد من الأدوية الجيدة والسليمة إذا تناولته أعتقد أيضا أنه سوف يشكل حافزا علاجيا كبيرا في حالتك، وهذا يمكن أن يكون عن طريق طبيبك المعالج.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا. وبالله التوفيق والسداد.