السؤال
السلام عليكم.
أخوكم في الله أستاذ، راتبي الشهري حوالي 300 دولار، متزوج وأريد أن أقتني منزلا، فكرت في القرض واستشرت أحد الأخوة، أخبرني بأن القرض بأية فائدة هو حرام؛ لأنه عندنا في المغرب لا يوجد بنوك إسلامية، المرجو التفكير معي ومساعدتي في إيجاد حل.
وجزاكم الله خيرا على خدماتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Aziz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يصلح الأحوال، وأن يرزقنا من الحلال، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيء الفعال.
لا شك أن الإنسان يحتاج إلى بيت يسكنه ويرتاح فيه، وقد امتن الله على عباده فقال سبحانه: ((والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا)) [النحل:80]، وفي البيت يتحقق للإنسان الستر والراحة.
والتدبير نصف المعيشة، ولا خير في الإسراف، وإذا ضحى الإنسان ببعض الكماليات ورتب أمره فسوف يستطيع ولو بعد حين توفير قدر لا بأس به من الأموال، التي سوف تعينه على تحقيق بعض مقاصده في الحياة.
أما بالنسبة للاقتراض من البنوك الربوية فلا ننصح بذلك؛ لأن الله محق الربا، والإنسان له حلول أخرى مثل الاستئجار حتى يأتيه الفرج من الله، مع ضرورة بذل الأسباب ومضاعفة المجهود، ثم التوكل على الكريم الوهاب.
وأرجو أن تكثر من الاستغفار؛ فإن الله يقول: ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)) [نوح:10-12]، واعلم أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأن تيسير الأمور بيده وحده؛ فاحرص على طاعته وتقواه، فإنه وعد المتقين فقال سبحانه: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ))[الطلاق:3]، وقال أيضا: (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ))[الطلاق:4].
والربا إلى قلة وإن كثر في الظاهر، والضرورة لا بد أن تقدر بقدرها، وكم من الناس خرج من الدنيا وهو لا يملك فيها دارا، ولكنه كان سعيدا؛ لأن الدنيا دار ممر، وكل ذنب له آثاره الخطيرة، فكيف إذا كان كبيرة من كبائر الذنوب، بل هو الكبيرة الوحيدة التي قال الله فيها: (( فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ))[البقرة:279]، وما لأحد بحرب الله من طاقة، والحرب من الله تتنوع، فإنه لا يعلم جنود ربك إلا هو، فقد تكون مرضا أو عدم توفيق في الحياة، أو حلول نكبات ونكسات، أو حرمان من طعم الحياة، أو صعوبة في التعامل مع الأولاد، فكل جسم نبت من سحت فالنار أولى به؛ ولذا فأرجوا أن تصبر وتتوجه إلى الله؛ فإنه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
وبالله التوفيق.