أعاني من ضعف في شخصيتي ولا أستطيع التعبير عن رأيي

0 72

السؤال

السلام عليكم

أعاني من ضعف في شخصيتي، فأنا لا أستطيع أن أعبر عن رأيي، وأخاف جدا من المحيط حولي، فأنا حساسة، أخشى الانتقاد، مستوى تفكيري ضيق جدا.

أركز على الأمور التافهة التي لا يلتفت إليها أحد، ولكنها تهدني! أرجوكم حتى هنا أحس أني غير قادرة على كتابة مشكلتي، ولا أقدر على الدفاع عن نفسي أو حتى قول لا.

أنا بعمر ٢٧ عاما، ولا أظن أني قادرة على الزواج على الرغم من كوني مهندسة وجميلة، ويتقدم لي الكثير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ترنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن تواصلك مع موقعك وتعبيرك عن مخاوفك دليل على أنك ستبلغين العافية بحول وقوة واهب العافية، كما أن دراستك للهندسة فيها عون لك على هندسة الحياة.

أما كثرة من يطلب يدك فهو دليل على تميزك، فاشكري ربك لتنالي بشكره المزيد، وحتى تحافظي بالشكر على ما أولاك مولانا ومولاك، فالشكر حافظ للنعم وجالب للمزيد، قال الكريم المجيد: (لئن شكرتم لأزيدنكم).

لا تنزعجي من عجزك عن قول: لا، فإن لا مرفوضة إلا في مواضعها، والنجاح للمرأة المواتية لزوجها الموافقة له في كل ما هو طاعة لله، واعلمي أن الثقة في النفس فرع عن الثقة في الله، والثقة في الله ثمرة للتوحيد الخالص.

أرجو أن تعلمي أننا نخطئ في حق أنفسنا مرتين عندما نحقرها ونعظم غيرها، والصواب في الاعتدال، فأنت مخلوقة خلقك الله وميزك عن كل من حولك كما ميز من حولك بأشياء أخرى، وسعيد في الناس من يعرف نعم الله، ويكتشف مواطن القوة، والتي هي في نفسك المؤمنة دائما.

عزيزة النفس وعزيز النفس يتمنى الخير والرفعة لنفسه ولغيره، بخلاف المتكبر يتضايق من ارتفاع غيره، ولا تهتمي بانتقاد الناس، واجعلي همك إرضاء رب الناس، واعلمي أن بني آدم لم يسلم منهم حتى أكمل الناس الأنبياء الأتقياء الأصفياء.

العقلاء يجعلون همهم إرضاء العظيم، فإذا رضي سبحانه عن عبده أو أمته كتب لهما القبول، قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).

أما إذا حاولنا إرضاء الناس فلا يمكن أن ننجح، وإرضاء الناس غاية لا تدرك، وإذا مدحوا الإنسان اليوم ذموه غدا، فخالطي أخواتك وجمهور النساء، وعبري عن نفسك ورأيك، واعلمي أن هناك من لا يتوقفن رغم جهلهن وقلة بضاعتهن.

أما بالنسبة لمسألة الاهتمامات: فهي من الخصوصيات، والمؤمنة تحرص على أن تهتم بالأشياء بحسب أهميتها، ثم بحسب الفائدة المرجوة، وإذا وجد من يضحكون من اهتماماتك فعلى أنفسهم الضحك، فالساخر من الناس من نفسه يسخر، والذي يعيب الناس إنما هو إناء ينضح بما فيه، وقد قال قائل السلف: يعيب الإنسان على الناس بقدر ما فيه من العيوب قلة وكثرة، واحمدي الله الذي عافاك مما ابتلاهم به.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بأن لا تردي الخطاب، وقدمي دين الخاطب على كل الأشياء، فكل خلل في الإنسان يصلحه الدين، ولكن نقص الدين يصعب علاجه.

نسعد بالاستمرار في التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يسمعنا عنك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد وان ينفع بك بلاده والعباد.

مواد ذات صلة

الاستشارات