السؤال
السلام عليكم
أنا شخص -والحمد لله- لدي ثقة بالنفس عادية مثلي مثل الآخرين, لكن عندما كنت صغيرا كنت أتلقى السب من والدي وأخي الأكبر أيضا (بتحريض من والدي) لأتفه الأسباب، فأصبحت غير واثق من نفسي، فاستغل زملائي نقطة ضعفي هذه وسخروا مني، حتى أصبحت أظن أنني إنسان فاشل، وكأن هذا مزروعا في جيناتي.
عندما وصلت لمرحلة 18 سنة وأنا ما زلت أعاني من سخرية الناس، وانطوائي منذ الصغر, شاء القدر أن أدرس في جامعة بعيدة عن مسكني لمدة عام، وهناك بدأت شيئا فشيئا أكون العلاقات، وأستعيد ثقتي بنفسي من جديد، لكن عندما عدت للمنزل بدأت أسمع السب ذاته، وبما أنني واثق من نفسي لم أتأثر بسهولة، حتى هم بدورهم توقفوا عن السب.
المهم المشكلة أن في صداقاتي مع الناس أجد بعض المتعجرفين الذين يسبونني، فتعود بي الذاكرة للماضي فأرتبك، وأصاب بفقدان الثقة بالنفس، لكن بدونهم أشعر بارتياح.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله أنك وفقت لبناء الثقة في نفسك من جديد من خلال انتقالك إلى بيئة أخرى، وابتعادك عن البيئة السابقة التي كان لها أثر سلبي عليك، كما أن موقفك الإيجابي مع والديك بعد عودتك وتعرضك للسب منهما كان له أثر في تركهما له، وهذا هو الأسلوب الأمثل لمقابلة إساءة الوالدين؛ لأن لهما فضل عليك مهما حصل منهما من خطأ في حقك.
كما أن التعامل الحسن منك مع أي خطأ يصدر بحقك من الآخرين يؤدي إلى بناء الثقة في شخصيتك أولا، ويؤثر إيجابيا في موقف المخطىء منك ثانيا، قال سبحانه: ﴿ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم﴾.[فصلت: 34].
وحتى تستكمل بناء الثقة لديك ننصحك بالآتي:
- ترك التواصل والجلوس مع الرفقة السابقة من أصدقائك الذين يتعاملون معك بأسلوب سييء، والبحث عن رفقة صالحة ناصحة غيرهم.
- القراءة في كتب بناء الذات والاطلاع على سير الناجحين والاستفادة منها.
- ترك التفكير السلبي في الماضي وموقف الناس منك فيه، والتعود على التفكير الإيجابي بالمستقبل وتشجيع كل جوانب الخير والقوة في شخصيتك؛ لأن شعورك بالثقة في نفسك يجعل الآخرين يتعاملون معك بالشعور ذاته.
- التعامل مع الوالدين بالاحترام، والتقدير والحوار الهادىء معهما حول بعض السلوكيات الخاطئة منهما، وإشعارهما بأنك قد أصبحت شخصا آخرا خلال دراستك وغيابك عنهم حتى تتغير نظرتهم إليك.
- الاستعانة بالله والاستقامة على أمره، والبعد عن المعاصي والمنكرات، فإن الأعمال الصالحة من أعظم أسباب استقرار النفس وبناء الثقة فيها.
وفقك الله لما يحب ويرضى.