السؤال
السلام عليكم
أرجو المساعدة، هل يمكن أن يرد على استشارتي د/ محمد عبد العليم.
أنا فتاة، عمري 25 سنة، لدي صعوبة في التعامل مع أمي، بدأت هذه المشكلة منذ زمن ولكنها تفاقمت في الفترة الأخيرة.
في البداية أرغب في التوضيح أن كلامي التالي ليس الهدف منه ذم والدتي أو التقليل من شأنها، ولكنني أرغب في الحديث بصراحة عما أشعر به كي تتمكن من فهم المشكلة ومساعدتي.
المشكلة هي: أنني لا أستطيع التحدث مع أمي فهي إما غير متفرغة وغير مهتمة، أو ترد بصراخ وعنف، وآخر موقف حدث بيننا رغبت فيه في التحدث إليها صرخت في وجهي صراخا شديدا، وضربتني على ظهري بقدمها.
أشعر بأنها لا تتقبلني، ولا تفهمني، ولا تحترمني، أشعر بخيبة أمل فيها، وأنها ليست أهلا لثقتي، فعندما أحتاجها لا أجدها بجواري، وقد أثبتت المواقف التي مررت بها ذلك، فقد مررت بعدة أمور في السابق مثل: مشاكل في الدراسة والعمل، وخطبة غير موفقة، فأين كانت هي في كل ذلك؟! وكيف تصرفت؟ لا أرغب في تذكر أحداث مضت وانقضت، ولكن أليس مهما أن أتعلم مما حدث كي لا يتكرر معي نفس الشيء مرة أخرى؟
ما توصلت إليه هو أنني لا أرغب في أن أكون مثلها، فحين أتعامل معها ينتهي بي الأمر، وأشعر أنني سيئة، وأن كل ما يحدث في حياتي من أحداث هو خطأ في خطأ، أو نتيجة أفكاري الخاطئة، وأحكامي الخاطئة أيضا، وأولوياتي المرتبة ترتيبا خاطئا على حد قولها، فهي تصفني بالعبء وبنبات شيطاني، وكلمات أخرى كثيرة سيئة، علما بأنني فعلا أحاول الاجتهاد وتحسين حياتنا.
حاولت فهم أسلوبها ولماذا تتصرف هكذا؟! قلت: ربما مضغوطة بسبب العمل، أو لا تعرف كيف تتعامل معي؟ أو ربما تربت هكذا، فعندما أستشيرها في أمور لا أجد لديها الحل، ولكنني أصدقك القول لم أجد لها عذرا في كل ذلك!!
هل يعني أنها تعمل لتتنصل من واجباتها كأم؟ هل إن تربت بصورة غير جيدة يبرر لها أن تعاملني بطريقة غير جيدة؟ وهل معنى ذلك أنني أيضا سأصبح أما غير جيدة؟ أسئلة كثيرة ومخاوف تدور في ذهني ولا أجد لها إجابة.
أشعر بأنني غاضبة منها وحزينة، وأصبحت أشعر بصعوبة في أن أنظر إلى وجهها، أو أجلس معها في مكان واحد، بالإضافة إلى بعض الأعراض مثل: (الشعور بالتعب، والنسيان، وعدم القدرة على التركيز، والقلق، والأرق، والبكاء)، وأيضا ألومها على كل ذلك، فإن لم تكن هي السبب الوحيد في ما يحدث معي فهي تزيد الأمور سوءا بمواقفها معي.
حاولت التقرب إليها كثيرا ومساعدتها في أمور المنزل، فأنا أجلب لها الهدايا، وأتحدث معها بأسلوب هادئ، مع سؤالها بطريقة مباشرة ما الذي يضايقك؟ فهل أستطيع المساعدة؟ ولكن لم ينفع معها شيء، والأمور تزيد سوءا.
كيف يمكنني التعامل معها بطريقة لا تؤذيني نفسيا وجسديا؟ وكيف أصد كلامها وأفعالها وأجعلها لا تؤثر على حياتي وأفعالي؟ وأيضا كيف أتصرف في الأمور التي لا بد أن أعتمد على علاقتي بأمي فيها مثل: مشكلة صحية تواجهني، أو خبرة جديدة مثل: الخطبة والزواج؟ وإن كنت سأكتفي بالتعامل السطحي معها ولا أعتمد عليها كصديقة أو مثلي الأعلى فأين أجد من يقوم بهذا الدور؟ علما بأنه ليس لدي في الوقت الحالي أصدقاء مقربون، فأنا الابنة الكبرى.
وأريد أن أذكر بعض الأشياء التي حاولت حل المشكلة بها:
1. محاولة زيادة ثقتي بنفسي عن طريق التركيز على إيجابياتي ومميزاتي في الدراسة والعمل.
2. محاولة الاستقلال المادي عن أمي، فأنا أعمل الآن لكي أصرف على دراستي واحتياجاتي بنفسي، وأيضا في محاولة لجعلها تحترمني قليلا.
3. مشاهدة بعض فيديوهات التنمية البشرية، والتعامل مع الآخرين.
4. الاشتراك في دورة عن طريق الإنترنت؛ لتقوية الشخصية، والقدرة على الفهم، والتعامل مع نفسي والآخرين.
5. قراءة بعض الكتب.
حاولت أن أكون مختصرة قدر الإمكان، فأتمنى أن أكون قد استطعت توضيح المشكلة، فهل يمكنك مساعدتي بخطوات عملية، أو خطة عمل أستطيع اتباعها للحد من هذه المشكلة التي تتعبني؟
وشكرا لك.