السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الإسلامي المميز، وأسأل الله أن يبارك فيكم، ويجعلكم ذخرا لهذه الأمة.
أنا شاب أعزب أعيش في ألمانيا منذ ثلاث سنوات، بعد اضطراري للخروج من بلدي سوريا ومنذ وصولي إلى هذه البلاد بدأت الأمراض تأتيني، لم أكن أعاني منها في بلدي.
عندي الآن نقص هرمون الغدة الدرقية، ومشاكل في الأمعاء والمعدة مثل الحموضة وكثرة الغازات، مع العلم أني أجريت مرتين تنظيرا للمعدة، وكانت النتيجة سليمة.
أنا -ولله الحمد- ملتزم محافظ على ديني، وعندي إخوة في الله كلهم من أهل المساجد -ولله الحمد-، ولكن عندي نوع من الخوف الداخلي، وقد أصابتني هذه الحالة أول مرة وأنا أصلي التراويح؛ حيث بدأ قلبي بالتسارع، وجسمي بدأ بالرعشة، وأحسست أني سوف أموت.
منذ ذلك اليوم أصبحت أخاف أحيانا من الصلاة وراء بعض المشايخ الذين أتأثر بصوتهم، والمشكلة عندي لا أعرفها، فأنا أحيانا -ولله الحمد- أصلي وأتأثر بصوتي، وأبكي، ولكن لا يصيبني هذا إلا عندما أصلي خلف غيري، ويحدث معي هذا الشيء الغريب من رجفة وتسارع في نبضات القلب، وعندي خوف شديد من أمراض القلب والوساوس في هذا الموضوع.
ذهبت إلى كثير من الأطباء، وأجريت الفحوصات، وكانت النتائج سليمة -ولله الحمد- ولكني لا أعرف لماذا تأتيني هذا المشاعر، مع العلم أني -والله أعلم- أعرف أن الأمر كله بيد الله، وأنه النافع الضار ولكن هذه الأشياء ليست بإرادتي، وعندي توتر شديد، وخاصة التحدث مع الناس الأجانب، أو أمام الناس، وخاصة في الإمامة، أو تقديم عرض أمام الطلاب.
وقد قرأت في موقعكم الكثير عن القولون العصبي وأعراضه، وبدأت آخذ السولبريد لمدة أربعين يوما، وقد ذهبت بعض الأعراض مني، ولكني تركته بعدها.
وعندي هذا الخوف والقلق الداخلي الذي ليس بإمكاني التغلب عليه، مع محاولتي ودعائي لله في القيام وسائر الصلوات، وأيضا كثرة الخوف من الأمراض والتدقيق في أدق التفاصيل، وعدم الثقة بكلام الأطباء؛ لأنني أرى أنه مخالف للذي أقرأه في الانترنت.
الآن عملت فحصا للغدة فكانت النتائج طبيعية مع الهرمون الذي آخذه وهو عيار خمسين، ولكن كان عندي مستوى السكر في الدم 262:Eisen والمخزون Ferritin:95, Hämoglobin: 15.4، وقد قال الطبيب: إنه لا يوجد شيء. وأنا لا أثق بكلامه، وأتمنى أن تجيبوني عن أسئلتي وتوجهوني في هذا المحنة.
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جرير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن تعود إلى بلدك غانما سالما.
الذي حدث لك نسميه بعدم القدرة على التكيف أو عدم القدرة على التواؤم، فالإنسان حين ينتقل من ظروف مستقرة إلى ظروف غير مواتية متوافقة معه ربما يجد صعوبة كبيرة جدا في التكيف والتواؤم مع وضعه الجديد، وهذا يظهر في شكل أعراض قلقية وتوترات ومخاوف، وربما شعور بالكآبة والكدر في بعض الأحيان، مع بعض الأعراض الجسدية، كتسارع ضربات القلب، أو الشعور بالتلعثم والرجفة.
حالتك -إن شاء الله- بسيطة، وأعراض القولون العصبي هي حقيقة جزء من منظومة الأعراض النفسوجسدية التي تحدث لبعض الناس، ولا نعتبرها علة مرضية، إنما هي ظاهرة.
قلق المخاوف الذي يهيمن عليك ويسيطر عليك يجب أن تتخلص منه من خلال تحقيره وتجاهله، ولا تكثر من القراءات والاطلاعات في الحالات الطبية، هنالك الكثير مما يقال -خاصة في الإنترنت- ليس بالصحيح أو ليس بالدقيق، وما ينطبق على إنسان معين أو مريض معين ليس بالضرورة أن ينطبق على مريض آخر، كل إنسان خلقه الله تعالى بكينونته وتركيبته الخاصة مع ذاته، وليس من الضروري أبدا أن يتماهى أو تنطبق أعراض الإنسان مع غيره من الناس.
أيها الفاضل الكريم: ابذل جهدا لأن يكون تفكيرك إيجابيا، وأن تحسن إدارة وقتك، وأن تتواصل اجتماعيا، الحمد لله أنت حريص على أداء الصلاة في وقتها، وهذا -إن شاء الله تعالى- يأتيك بخيري الدنيا والآخرة. وعليك بالتفاؤل، وأن تكون شخصا حيويا، وأن تكون حسن التوقعات.
تناول أحد محسنات المزاج سوف يكون مفيدا لك، عقار مثل (سيترالين) أو (بروزاك) أو (سبرالكس) لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر سيكون مفيدا جدا بالنسبة لك، فأرجو أن تستشير طبيبك حول ما اقترحته لك.
بالنسبة لموضوع السكر في الدم: أنا أراه مرتفعا، والمخزون أيضا زائد، لابد أن أكون واضحا وصريحا معك في هذا السياق، إلا إذا كانت الوحدات المستعملة في القياس تختلف عن الوحدات المعروفة بالنسبة لنا هنا، فأرجو -أيها الفاضل الكريم- أن تراجع الطبيب وتسأله عن الوحدات التي تقرأ بها هذه الفحوصات، وما هي النسبة الطبيعية للإنسان العادي؟ إذا قال لك إن هذه الأرقام التي ظهرت في فحوصاتك متجانسة ومنسجمة مع ما هو طبيعي، فهذا يجب أن تقبله، والحمد لله على ذلك، وإذا كان خلاف ذلك وكان بالفعل لديك ارتفاع -كما هو واضح بالنسبة لي- هنا عليك بالمتابعة مع الطبيب، تحتاج أن تقابل طبيب الغدد المتخصص في أمراض السكر ليضع لك البرنامج العلاجي، ويعطيك الإرشاد اللازم، كل شيء له علاج بفضل الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.