السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حينما كنت طفلة كان لدي خوف من المطر والرعد، وتغلبت عليه مع مرور الوقت، طيلة هذه السنوات لم تتساقط أمطار كثيرة على مدينتي، في كل سنة كانت أمطارا قليلة، وفي هذه السنة لأول مرة تساقطت أمطار كثيرة حتى أصبحت عواصف؛ لذا عاد ذلك الخوف مجددا، ولا أعلم هل هو خوف من المطر نفسه أم من غضب الله؟ والمشكلة أن هذه الأفكار تستمر بأن هذه الأمطار عقاب من الله بسبب ذنوبنا المتزايدة.
حينما أحاول أن أفرح وأبتسم وأن لا أشعر بالخوف تشتد العواصف، ولا أستطيع النوم أو الخروج أو تناول الطعام، وأشعر بالألم في معدتي، كيف أستطيع التغلب على ذلك؟
حتى حينما عرفت العلاج ما زالت هذه المشاعر والأفكار تراودني؛ لأنه وبعد كل هذه السنوات أصبح المطر غزيرا.
كان غريبا، لذا ما زلت أشعر بالقلق والخوف لدرجة تجعلني أتفقد الأحوال الجوية كل ساعة. حاولت الاستغفار والاستماع إلى القرآن لتهدئة نفسي، لكن ما زالت تلك الأفكار تراودني، فيما إذا كان عقابا لنا، أو كان تحذيرا من الله، وماذا إذا كان غاضبا منا؟
دائما أحسن الظن بالله، لكن الله يمهل ولا يهمل، ماذا أفعل حتى أتخلص من هذا الخوف؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى أن يكون مطر خير، وأن يجعله صيبا نافعا.
المطر نعمة عظيمة جدا، ويجب أن تغلقي الباب أمام هذا النوع من التفكير السلبي وغير المنطقي؛ فهنالك متغيرات مناخية في كل أنحاء العالم، الأمطار تزداد في أماكن وفي أماكن أخرى يزداد الجفاف، وقطعا الجفاف هو الأسوأ، فغيري مفهومك، وفكري في الأمر بطريقة جديدة وبطريقة منطقية.
وأرجو أن تقرئي عن كيفية تكوين الأمطار، وكيفية تكوين السحب وأنواعها، وعملية التبخر، ثم التكثيف، ثم كيف تنزل هذه الأمطار؛ فالإنسان حين يعرف الشيء، ويطلع على تفاصيله، ويصبح أكثر استبصارا حول القدرة الإلهية العظيمة؛ هذا يزيل الخوف.
انظري للأمور بصورة إيجابية، صححي مفاهيمك. الإكثار من الاستغفار، واستماعك للقرآن، والقراءة والتلاوة والتدبر؛ هذا كله أمر عظيم، وكذلك الأذكار، إضافة إلى ذلك أنا أعتقد أن تغيير المفاهيم مهم.
لا بد أن أضيف أنه بالفعل ربما يكون لديك أصلا قابلية للمخاوف، والمخاوف قد تتبدل عند الإنسان، هنالك من يخاف من الظلام ثم يصبح يخاف من الحيوان، ثم يخاف من البعض..وهكذا، هذه تسمى بالمخاوف المبسطة أو البسيطة، وهي متنقلة عند بعض الناس، في مثل هذه الحالات ننصح بتناول دواء بسيط مضاد للمخاوف، إن ذهبت إلى الطبيب النفسي حسب عمرك سوف يصف لك أحد مضادات المخاوف، ونعتبر السبرالكس والذي يسمى استالبرام والسيرترالين، والذي يسمى زوالفت أيضا؛ من الأدوية الجيدة والمفيدة والسليمة وغير الإدمانية.
أشغلي نفسك بما هو مفيد، واستثمري حياتك بصورة أفضل، وأحسني إدارة الوقت، وكوني متطلعة ومتفائلة حول المستقبل.
أنصحك ببر الوالدين؛ لأنه يعطي الإنسان سياجا كبيرا من الطمأنينة حول ذاته.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.