العمر يمضي وأخشى العنوسة، فهل أتزوج مطلقا لديه أطفال؟

0 110

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 26 سنة، تقدم لي رجل عمره 30 سنة، مطلق ولديه ولد وثلاث بنات، وهو الابن الوحيد لوالدته، أنا مترددة كثيرا في القبول أو الرفض، فعقلي يقول لي ارفضي العريس، وقلبي ورغباتي تقول لي اقبلي به وتحملي العواقب، وأنا في حيرة من أمري.

فكونه مطلقا مشكلة، فهو عاش تجربة زواج وطلاق ولديه خبرة وربما فيه عيوب أدت للطلاق، ومن الصعب جدا أن أتمكن من معرفة أسباب الطلاق الحقيقية، لكونه ليس قريبا لنا ولا معرفة بيننا أبدا، إضافة إلى أن من طلق ولديه أربعة أطفال ربما يستسهل الطلاق وقد يطلق عدة مرات، وكونه وحيد والدته فهي مشكلة أيضا بالنسبة لي، فربما تكون والدته سببا لطلاقه الأول، وربما ستعيش والدته معنا يوما ما في حال حصل نصيب.

والمشكلة الأصعب هي: كون لديه أربعة أطفال ولا أعلم إن كان الأطفال سيعيشون معي أو لا، فلم يتم التفاهم على هذه الأمور بعد، لكن بالتأكيد سيعيش الأطفال معي يوما ما، فربما تتزوج والدتهم يوما ما ويأتون للعيش معي، فسأضطر لتحمل مسؤوليتهم وتربيتهم وهي مسؤولية كبيرة وصعبة، وأي خطأ مني سيتسبب لي بمشاكل كبيرة، وأنا في حقيقة الأمر أرفض فكرة تربية أطفال غيري فهي أمر مستحيل بالنسبة لي، ويفوق قدراتي واستطاعتي.

ربما سيقول البعض بأسلوب مثالي اعتبري أولاد زوجك أولادك، لكن من المستحيل أن أحبهم كأولادي، فحتى لو عاملتهم بكل لطف وأدب فسينظر لي زوجي وأهله والمجتمع كزوجة أب شريرة.

والهاجس الأكبر بالنسبة لي خوفي أنه بعد زواجي منه يفكر في إرجاع طليقته لأجل أطفاله، أو ربما يكون ما يزال يحبها أو طلقها وتزوج بأخرى لتأديبها وإغاظتها، فقد حصلت قصص مشابهة أمام عيني كهذه القصة، وفي حال قرر إرجاع زوجته فسيكون الطلاق هو الخيار الأول والوحيد بالنسبة لي، فليس لدي قدرة نفسية على القبول بضرة مهما كانت الظروف صعبة أمامي.

فكيف أعرف سبب طلاقه وأنه كره طليقته ولن يعود إليها أبدا؟ فحتى بسؤال الناس عنه لن أعلم بهذه الأمور، وحتى إن سألته هو فربما لن يقول الحقيقة.

من ناحية أخرى: أرى بأنه يجب علي الموافقة، فأنا لم أعد صغيرة في العمر بالنسبة لمجتمعي، ولست كبيرة جدا، وربما بعض أفراد مجتمعي يعتبرون من دخلت 26 سنة فهي في مرحلة العنوسة -مع الأسف- وبرأيي ليس هناك شيء اسمه عنوسة أو عانس، وفي حقيقة الأمر أنا أيضا بحاجة للاستقرار النفسي والجسدي، فأنا إنسانة تريد أن يكون لها شريك حياة تحبه ويحبها وتنجب أطفالا وتكون أسرة، فقد مللت من انتظار المجهول ومن حياة العزوبية.

الوضع المادي للخاطب لا بأس به، وهناك ميزة في الخاطب بأنه من قبيلة أخرى، ولا قرابة بيننا، فأنا أفضل الزواج من رجل لا يكون بيني وبينه قرابة.

منذ حوالي ثلاث سنوات لم يتقدم لي أي عريس على الرغم من أني أجمل أخواتي، لكن لدي زيادة قليلة في وزني وأسعى للتخلص منها، وربما أبرز سبب لعدم تقدم العرسان لي منذ فترة هو زواج أختين لي أصغر مني قبلي، فأي فتاة في مجتمعي تتزوج أختها التي أصغر منها قبلها يبدأ الكلام عنها، وربما يظن البعض أن فيها عيوبا.

لا أعلم أنا محتارة ومرتبكة وأحتاج لنصحكم، فالأيام تمضي والعمر يمضي والفرص لم تعد تأتي بكثرة، أشعر بالأسى على شبابي وجمالي أحيانا، وأشعر بالندم لأني رفضت أحد العرسان سابقا، وأخشى أن أرفض هذا فتمر الأيام وأجد أن خيارات أسوأ قد أصبحت أمامي، وأحيانا أكون في غاية الثقة بأنه سيأتيني من هو أفضل وأنسب وأن العمر مجرد رقم، وبالنسبة لوالدي ووالدتي فهما في حيرة أيضا.

أرشدوني بارك الله فيكم، وشكرا لكم على موقعكم الرائع والمتميز.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- الأصل هو المبادرة إلى الزواج بالزوج الصالح في دينه وأخلاقه وأمانته كما دل عليه الحديث الصحيح: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض), فالزواج بالزوج الصالح من مقاصد الزواج الواردة في قوله تعالى: (لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).

- وعليه, فإن الواجب عليك ضرورة السؤال والاستشارة بأهل الثقة والمعرفة والأمانة عن هذا الخاطب من حيث خلقه ودينه وأمانته وسلوكه، لاسيما مع ما ذكرت من كونه قد سبق له طلاق وكون له أولاد وهو وحيد أمه ونحو ذلك، مما يتأكد معه ضرورة عدم الاستعجال في الزواج من غير اطمئنان عن هذه الأمور المهمة والمؤثرة في الزواج سلبا أو إيجابا سعادة وفشلا, مهما كلف السؤال من فترة زمنية ونحوها, ذلك لأن عدم الزواج خير من زواج تكتنفه الهموم والمتاعب الزائدة والكثيرة.

- أنصحك بالاهتمام بنفسك من جهة العناية بالجمال والرشاقة والثقافة، وتطوير ذاتك وقدراتك ومهاراتك العلمية، لاسيما في الثقافة الأسرية الزوجية والأولاد والبيت ونحوها، ومتابعة القراءة والبرامج المفيدة.

- كما أوصيك بتحسين الظن بالله تعالى وتعزيز الثقة بنفسك والتحلي بقوة الإرادة والأمل والتفاؤل (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، احرص على ما ينفعك, واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم.

- ولا أجمل من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والاستخارة والاستعانة به وتقواه والتوكل عليه (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا).

- أؤكد عليك بالسؤال عن الخاطب ووالدته ومدى تأثير والدته عليه سلبا وإيجابا، وشأن أولاده ومن يتكفل بتربيتهم ومدى استعدادك الجسدي والنفسي في القدرة على التعايش معهم وتربيتهم, ثم الأمر إليك وحدك بقبول هذا الزواج من عدمه, فلا ينبغي لك الخضوع لرأي أحد بعد التثبت والهدوء, وإنما أحلت الحكم عليك لشعوري بكمال رأيك وعقلك.

والله الموفق والمستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات