تصيبني حالة ارتباك عند الإمامة في الصلاة وفي الاجتماعات.. فما الحل؟

0 62

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل الله لكم التوفيق والخير الوفير، وجزاكم خير الجزاء على ما تبذلونه من نصح وإرشاد للأمة الإسلامية.

أنا رجل متزوج ولدي أربعة أبناء، أحب الاجتماع بالناس والتعرف عليهم، وطبيعة حياتي في مجملها، أني لبق وسريع في تكوين العلاقات مع الغير، كما يقول زملاء العمل.

لكن لدي مشكلتان:
الأمر الأول: كنت إماما لمدة 8 سنوات للمصلين، وأحب الإمامة، وصوتي جميل -ولله الحمد-، وفجأة أصبحت عند الصلاة أرتبك وينقطع نفسي، وأشعر بارتجاف في رجلي، بعض المرات يزول بزوال الركعة الأولى من الصلاة الجهرية، وبعض الأحيان يستمر إلى نهاية الصلاة، ولهذا السبب تركت إمامة المسجد، وأصبح الأمر مقلقا لي عندما يخطر ببالي أني سوف أقدم للصلاة في الصلوات الجهرية إذا دخلت لأي مسجد.

الأمر الآخر: طبيعة عملي الآن تفرض علي التحدث في الاجتماعات الرسمية، فبعض المرات تسير الأمور بسلام، ومرات ينقطع النفس وتتسارع نبضات القلب، وأتوقف عن الحديث، وبعدها أستمر فترة من أفكر في الأمر، وبقية حياتي طبيعية ومرحة -والحمد لله-.

أعاني من السكر والربو غير المزمن وغير الدائم، وأستخدم البخاخ مرتين أو أربع مرات في الشتاء فقط، وأنقطع عنه لفترات طويلة جدا.

ذهبت لطبيب نفسي، فأخبرني أنه رهاب بسيط، ووصف لي seroxat 52 cr جرعة 12.5 مساء لمدة أربعة أيام، وبعدها حبة 25 مجم يوميا، وصرف لي الإندرال 10مجم عند اللزوم لتهدئة ضربات القلب، وقال هي ممنوعة لمرضى الربو.

أنا أثق بإسلام ويب، فهل تشخيص الطبيب صحيح والجرعات مناسبة؟ هل هناك مشكلة في تناول الإندرال 10 مجم؟ وهل يمكن زيادة الجرعة عند المواقف الصعبة والتي أتوتر فيها؟ سمعت عن دواء يعمل على تثبيط إفراز هرمون الأدرينالين ويستخدم عند اللزوم فقط، فهل هذا صحيح؟ وما اسمه؟ وهل يمكنني استخدامه ويغني عن حبوب الإندرال؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.

لا أرى أنه لديك مشكلة حساسية فيما يتعلق بما تعاني منه من رهاب اجتماعي ظرفي، وأنا أعتقد أن الأفكار الافتراضية أو الاستباقية - أو ما يمكن أن نسميه القلق التوقعي - هو الذي يهيمن عليك، وأنت ذكرت ذلك بصورة واضحة وجلية ورصينة جدا حين ذكرت أن الأمر أصبح مغلقا بالنسبة لك عندما يخطر على بالك أنك سوف تقدم في الصلوات الجهرية، هذا قلق استباقي توقعي، وهذا يجب أن يحقر.

أنت -الحمد لله تعالى- إن لم يكن أصلا لديك المقدرات لما قدمك الناس للصلاة، لأن هذا مقام عظيم، والقلق الافتراضي هذا أكثر شيء يعيق الناس، ودائما حاول أن تضع في ذهنك ما نسميه بالتعرض في الخيال، تصور نفسك أنه فجأة قد طلب منك أن تلقي خطبة أو تقدم عرضا، وعش هذا الخيال بكل دقة وتفاصيل.

ودائما -يا أخي- حاول أن تكون في الصفوف الأمامية في كل شيء، ومن الضروري جدا أن تراعي تعابير وجهك ونبرة صوتك ولغتك الجسدية، خاصة حركات اليدين عند الكلام، هذه مهمة جدا.

والتواصل الاجتماعي، والقيام بالواجبات الاجتماعية وجدناه من أفضل سبل العلاج. الإنسان الذي يشارك في الأفراح وفي الأتراح ويلبي الدعوات وزيارة المرضى وصلة الرحم، هذا فيه خير كثير جدا.

أنا أرى أن تطبيق التمارين الاسترخائية بالنسبة لك مهم، لأن القلق الاستباقي هذا يعني أن نواة القلق لديك أصلا عالية، فمن خلال تطبيق هذه التمارين الاسترخائية سوف تستفيد كثيرا، إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما أوردنا فيها من تمارين استرخائية، وسوف تجد في ذلك -إن شاء الله تعالى- خيرا وفائدة كبيرة جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الزيروكسات أعتقد أنه دواء جيد، وإرشاد الطبيب بالنسبة لك إرشاد صحيحا، وأرجو أن تلتزم بالجرعة كما هي مطلوبة.

وبالنسبة للإندرال: حقيقة لا داعي لتناوله، لأنك إذا طبقت التمارين الاسترخائية بصورة جيدة ومارست شيئا من الرياضة - والتي ستفيدك أيضا فيما يتعلق بمرض السكر - وبعد أن يؤدي الزيروكسات فعاليته خلال أسبوعين إلى ثلاثة، سوف تجد أنه لا حاجة لك أبدا لاستعمال الإندرال، لكن ونسبة لاعتقاد بعض الناس أنه الدواء المفيد، وأنه يكبح ضربات القلب الزائدة، فلا مانع أن تتناوله، لكن بجرعة عشرة مليجرامات، لا تزد عن هذه الجرعة أبدا، ما دام لديك مرض الربو، هي غير مفضلة حقيقة أن تستعمل مع مرض الربو، لكن بجرعات صغيرة لا بأس في ذلك وعند الضرورة.

بالنسبة لما سمعته حول الدواء الذي يثبط الأدرينالين: كوابح البيتا هي التي تثبط الأدرينالين، وعقار إندرال أحدها، والكنكور أيضا هو دواء ينتمي لنفس المجموعة (كوابح البيتا).

لا داعي لاستعمال أدوية كثيرة، اجعل الزيروكسات هو الدواء والعلاج الرئيسي، وكما ذكرت لك جرعة الإندرال عشرة مليجرامات عند الضرورة لا بأس به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات