كيف أقوي من شخصيتي وأعيد الثقة بنفسي؟

0 81

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 21 سنة، ليس لدي شخصية أو أسلوب معين في التعامل مع الناس، أهلي شديدين معي في التربية، معاملتهم معي تقتصر على الأوامر فقط.

شخصيتي ساذجة وانطوائية منذ صغري، وليس لدي خبرة في أي شخص، ولا أتكلم كثيرا، ولكنني مستمعة، ولا أستطيع التعبير أو الوصف أو التعليق على أي شيء، عقلي محدود جدا، ولا أتكلم مع الأشخاص وأناقشهم بشكل مطول.

عندما كبرت حاولت أن أكون اجتماعية، وأن يكون لدي أصدقاء، وأن أثقف نفسي، ولكن الآخرين يبتعدون عني ويتجنبونني، وطريقتي في الكلام تكون مملة جدا، أو غير مفهومة، كنت أرغب بأن يكون لدي أشخاص مقربون، وأن أثق بهم، ولكنني أعيش في وحدة طوال الوقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yasmina حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فتعامل أهلك معك ينطلق من مصلحتك، وليست القضية شدة، فلا تفهمي هذا الفهم الخاطىء.

أنت لست ساذجة أبدا، فاستشارتك هذه دليل على ذكائك، فأسلوبك في السؤال فيه رقي، وعباراتك موزونة، فلا تقولي عن نفسك مثل هذا الكلام، ولا تصفيها بالأوصاف السلبية.

أي وصف لنفسك بطريقة سلبية سيؤثر على أسلوبك وطريقة تفكيرك، فالرسائل التي نعطيها نحن لأنفسنا تذهب مباشرة إلى العقل فيستقبلها، ومن ثم يتفاعل معها ويصدر أوامره إلى كل الأعضاء للتفاعل معها، فلو قال الإنسان لنفسه أنت بليد يتفاعل معها العقل ويتعطل التفكير، ويتلعثم اللسان، وترتبك التصرفات، وتصدر من الشخص حركات وأقوال وأفعال تنبأ عن بلادته، فاحذري من تلك الرسائل السلبية.

عززي من نفسك، وصفيها بالأوصاف الحسنة الجميلة، وما أكثر ما عندك من الصفات الحسنة، فتلك الأوصاف تدخل على القلب السرور، وتبث روح الأمل.

بإمكانك أن توسعي مداركك العلمية والثقافية من خلال التدرج في القراءة في الكتب العلمية والثقافية، مع ضرورة انتقاء واختيار الكتب النافعة، والابتعاد عن الكتب الضارة.

كوني لنفسك صديقات وأحسني اختيارهن، فالصديقة الصالحة نعمة من نعم الله، فهي تدلك على الخير وتعينك عليه، وتأخذ بيدك في حال الزلل، واحذري من رفيقات السوء فهن سم زعاف.

الإنسان لم يخلق من أجل أن يتكلم فقط، بل ليتكلم وليصمت، فالكلام يكون في حال الذكر وفيما ينفع الإنسان في دينه ودنياه، والسكوت يكون عن الشر كالغيبة والنميمة، وكثرة الكلام يجر إلى الوقوع فيما يغضب الله، ولذلك قال بعض من سبق: (خلق الله لي أذنين ولسانا لأسمع أكثر من أن أتكلم)، ولعلك تدركين أن أخطر عضو في الإنسان لسانه، وقد وردت الأحاديث تحذر من اللسان وتحث على ضبط ما يصدر منه من كلام، فكونك صامتة ليست صفة سلبية، ولكن عليك أن تستغلي لسانك بالذكر كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله).

اقتربي من والديك أكثر، واستفيدي من خبرتهم وخاصة أمك، فناقشيها في أمور الحياة واستفيدي من تجربتها.

كوني بارة بوالديك ومعينة لوالدتك في أعمالها، ونالي رضاهما واطلبي منهما الدعاء.

وجهي ما عندك من الطاقات والقدرات في الخير، واجتهدي في توثيق صلتك بالله وتقوية إيمانك من خلال الإكثار من العمل الصالح.

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات