أشك أنني لمست نجاسة، فكيف أتخلص من هذا الشك الذي يؤرقني؟

0 69

السؤال

السلام عليكم .

مشكلتي مع الوسواس في كل شيء، أحد المواقف التي مرت علي هي أنني كنت في مزرعة والدي، وكنت أحفر في الرمل، وكان رطبا قليلا من مطر البارحة، فظهرت نجاسة ما، وشككت أنها لكلب -أعزكم الله- لأنها مشابهة لشيء رأيته، ولكن أمي وأخي -وهما أكثر خبرة مني- قالا إنها ليست لكلب لعدة أمور ذكروها لي، ولكنني شاكة وقلقة وخائفة أن أكون تنجسنت ونجست ما لمست، مع أن النجاسة لم أر أثرها في يدي، والرطوبة كانت قليلة جدا.

أعيش في ضيق منذ عدة أيام بسبب الوساوس، ورغم أنني غسلت يدي سبع مرات أولها بالتراب، إلا أنني دخلت في دائرة أخرى حيث تطاير بعض الماء على ذراعي، وبعض التراب دخل في أظافري، ولست متأكدة من نجاسة التراب، حيث أنني استعملته ويدي جافة، وهو جاف.

اعذروني على الإطالة، ولكن كيف أتخلص من هذا القلق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
فمهما كانت تلك النجاسة فكونك غسلت يدك -كما ذكرت- سبع مرات أولاهن بالترب فهذا يعني أن النجاسة زالت تماما، ولا عبرة بتطاير الماء على يدكن وحتى لو أمسكت بشيء بيدك؛ فالجفاف يعد تطهيرا له، ولذلك يقول بعض الفقهاء (جاف على جاف طاهر بلا خلاف).

دعي الشكوك جانبا واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وعليك أن تحتقري تلك الوساوس الشيطانية السخيفة، واحذري من الإصغاء لها، أو التحاور والاسترسال معها، فإن ذلك علامة ضعف الإنسان أمام الشيطان الرجيم، وذلك هو ما يريده، فإن حصل استمر الشيطان بتلك الوساوس، بل وسينتقل بعد ذلك من طور إلى طور.

اقطعي تلك الوساوس فور ورودها بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وبالقيام من المكان الذي وردت فيه، ومن ثم قومي بالانشغال بأي عمل يلهيك عنها.

لا تختلي بنفسك فالخلوة مجلبة للشيطان الرجيم، وعليك أن تعيشي مع أهلك واجعلي لسانك رطبا بالذكر.

أكثري من تلاوة لقرآن الكريم والاستماع له، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، فالشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإن ذكر العبد ربه خنس، وإن غفل وسوس، يقول سيدنا ابن عباس -رضي الله عنهما-: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك الشيطان ووساوسه، إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات