السؤال
السلام عليكم..
وجزاكم الله خيرا هذا الموقع المفيد.
أنا فتاة منتقبة والحمد لله، تم عقدي على شباب ملتزم منذ 3 سنوات، وتم تحديد موعد للزفاف هذه الصائفة.
مشكلتي أني اكتشفت أن لديه حساب فيسبوك، ولديه بنات أصدقاء، ولا أدري إن كان يتحدث معهن أو لا؟
صارحته بالأمر، لكنه قال أنه شيء لا قيمة له، والبنات لا يعلم عنهن، إضافة إلى أنني عندما أسأله هل يملك حسابا أولا قبل اكتشافي لذلك كان ينفي وجود شيء مثل هذا، ويقول لي إنه وسوسة من الشيطان، ونحن لا نتحدث في الهاتف إلا مرة في الأسبوع أو أكثر، ولا يأتي لزيارتي إلا قليلا، عندما أستخير ربي فيه أجد انشراحا في صدري، وأدعو بأن يصلحه الله، وعائلتي يحبونه كثيرا.
لا أدري ماذا أفعل معه؟ حائرة جدا، أخاف على ديني ولا أدري هل انتكس؟!
أرشدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا وأختنا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، وإنما شفاء العي السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يلهمك الرشاد والسداد وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا ننصح بالتخلي عن شاب وجدت بعد الاستخارة انشراحا له وارتياحا، ولا نوافق على رفض شاب أحبه أهله ومحارمك، ونؤكد لك أن الرجال أعرف بالرجال.
ونأمل أن تتوقفي عن التنبيش والتفتيش؛ فإن ذلك يجلب لك التوتر، ويملأ نفسك بالشكوك، وذلك ما يريده عدونا الشيطان، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، والأمر كما قال ابن مسعود -رضى الله عنه-: أن الحب من الرحمن وأن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم، فتعوذي بالله من الشيطان الرجيم، وأقيمي حياتك على ما ظهر من الخير، وكوني عونا له على بلوغ العفاف، وكوني له أمة يكن لك عبدا، وكوني له أرضا يكن لك سماء، وأسسي حياتك معه على تقوى الله والرضوان وذكر الله والقرآن.
أما الذي وجدته فيكفي فيه ما حصل من النفي، وتنكره للشر دليل على ما فيه من الخير، والمهم هو حياته معك في الصفات الجيدة التي تظهر لك ولأهلك، فاستمري في الدعاء له ولنفسك، وتفاءلي بالخير تجديه، واعلمي أننا بشر، والنقص يطاردنا، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.
والشاب ولله الحمد ظهر لكم منه الالتزام، وجاء لداركم من الباب وطلب يدك، واختارك على من سواك من الفتيات.
ونحن إذ نشكر لك هذا الحرص ندعوك إلى الاكتفاء بالاستشارة والاستخارة، والتوكل على من بيده الخير والتوفيق والهداية، واجعلي اهتمامك في طاعة الله ثم في الاستعداد لبناء بيت يقوم على توحيد الخالق، واستمرى في التواصل مع موقعكم، وشجعيه على التواصل، وتعاونا على البر والتقوى.
وهذه وصيتنا لكم ولأنفسنا بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، وكونوا في حاجة الضعفاء ليكون العظيم في حاجتكم.
بارك الله فيكم ولكم، وجمع بينكم على الخير وفي الخير، ورزقنا جميعا حسن النية وصلاح الذرية ونقاء الطوية.