السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أعاني من نوبات الخوف الشديد من عدة أشياء، لكن أعتقد الأساس واحد وهو الخوف من الجنون.
فمثلا في بعض الأحيان عندما أخرج من المنزل أصاب بالخوف من أن لا أستطيع العودة.
أو عندما أسافر أكون خائفا من أني إذا وصلت لن أجد أحدا أعرفه وأفقد عقلي وأتوه، وعند السفر بالطائرة أخاف أن أصاب الجنون على متنها وأتسبب في مشكلة في الطائرة فأصبحت أقلل من السفر.
ازدادت المشكلة مؤخرا حيث كنا في المسجد نؤدي صلاة المغرب، فدخل أحد المصلين، وبدأ بالصراخ، وكان يطلب أن يرقيه الإمام، بعدها لاحظت أنني أصبحت أخاف من الذهاب إلى المسجد، فعندما أكون في الطريق أتردد كثيرا وأفكر في العودة، بفضل الله حتى الآن لم أغب عن الصلاة بسبب الخوف.
أيضا أصاب بالخوف من التواجد وحيدا في المنزل.
أرجو منكم المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdalla حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالخوف هو أحد أعراض القلق الرئيسية، والخوف قد يكون خوفا عاما أو قد يكون خوفا من شيء محدد، وهو ما يحصل معك، الخوف من الجنون، وهذا ما يجعلك تصاب بنوع من الفوبيا أو الرهاب للأماكن أو للأوضاع التي تعتقد أنه سيصيبك الجنون فيها ولا تستطيع التصرف، وكل هذا من الخوف الشديد أخي الكريم.
والحمد لله لم يمنعك الخوف - كما ذكرت - من الصلاة، فهذا شيء طيب، وهذا يدل على أنك عندك نوع من أنواع السيطرة عليه، لأنه لا يشلك تماما، وهذا يمكن أن يبنى عليه ويساعد في العلاج النفسي (العلاج السلوكي المعرفي)، لكي تتعلم كيف تتحكم في هذا الخوف، أو كيف تسيطر عليه، حيث لا يمنعك من فعل أشياء محددة.
والشيء الآخر: هناك أدوية كثيرة قد تساعدك أيضا في هذا الموضوع، ولعل من بين هذه الأدوية الفعالة دواء الـ (سبرالكس/ استالوبرام)، عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة - أي خمسة مليجرام - بعد الإفطار، لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، واستمر عليه، وسوف يأتي مفعوله بعد ستة أسابيع أو شهرين، ثم بعد ذلك استمر عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وأوقفه بالتدرج. هذا مع العلاج السلوكي.
وفقك الله وسدد خطاك.