السؤال
السلام عليكم
أنا شخص دائم الاكتئاب منذ سن المراهقة، وقد يرجع ذلك إلى تربيتي التي كانت انطوائية نوعا ما، فقد كنت ولا زلت أتحاشى الاختلاط بالناس، وأحاول أن أبتعد عن أي تجمع، وإن حدث وتواجدت وسط أشخاص دائما أحاول أن أخفي توتري وقلقي منهم، وأحاول أن أظهر ثقتي غير الموجودة بنفسي.
دائما تتحول كل اللحظات الطيبة معي إلى اكتئاب غير معلوم السبب، ودائما أفكر في كل ما هو سلبي، مثل: إن تزوجت قد لا ينجح الزواج، وقد لا أنجب، وقد أطلق ولا أتفق مع زوجتي، وأظل أفكر في عواقب أمور قد لا تحدث أساسا مما يشكل علي عبئا وضغطا نفسيا كبيرا، خصوصا وأنني قد أكون شخصا حساسا بشكل كبير، ولا أنظر دائما لأي شيء إلا من خلال هذه النظرة.
إن فكرت أن أغير مكان عملي أظل أفكر في فشلي وتركي للوظيفة وجلوسي بدون عمل، ودائما ترتبط معي زيارة بعض الأماكن بالاكتئاب، خصوصا عندما نسافر إلى الاسكندرية للمصيف، والذي من المفترض أنه يحمل مشاعر مفرحة أجد نفسي مكتئبا وحزينا ومهموما، ودائم القلق والتوتر؛ لأنه منذ أيام المراهقة ارتبطت لدي زيارة الاسكندرية بنتيجة الثانوية العامة، وكنت خائفا وقلقا لدرجة الموت.
لي أخ مسافر، وعلاقة زوجته بأختي ليست جيدة، فأظل أفكر وأخاف من حدوث مشكلة بينهم طوال فترة إجازته، وقد لا يحدث شيء بينهم، ولكن هذه الحالة تصيبني بالرعب والقلق المستمر، مما يفسد علي حياتي ولحظاتي الطيبة، وبسبب هذا الخوف أصبت بالقولون العصبي منذ سن 13 سنة، وحتى عندما خطبت فتاة منذ وقت قريب أصبحت لا أرى إلا الهم والقلق، ولا أفكر إلا فيما بعد الزواج "قد أترك العمل، ولا نجد مال، وقد تحدث مشاكل بيننا ونترك بعضنا ونذهب للمحاكم، وهكذا".
هذه الحالة أفقدتني نفسي وفرحي تماما، وأصبحت مكتئبا طول الوقت، حزينا مهموما لا أجد لأي شيء طعما، وليس لدي دوافع لأي شيء، وأبكي كثيرا دون سبب معين، ولكن بسبب ما أشعر به في صدري ويدور داخلي كأنه بركان، لدرجه أني تمنيت أن أصاب بأي مرض عضوي بدلا من الاكتئاب الذي يدمرني ويعتصرني، ولا أجد له حلا.
بدأت أسأل عن مضادات الاكتئاب، وبدأت بسيبراليكس نصف حبة تركيز 10 مل، ولم أجد تحسنا يذكر، إلا أنه بعد فترة من ترك العلاج تحسنت قليلا، ثم عادت تلك الحالة، فبدأت بدواء ريميرون 30 نصف حبة مساء، ولكن آثاره الجانبية ككثرة النوم اضطرتني أن أتوقف عنه، وكنت أتناول موتيفال لمدة ثلاثة أشهر ولم أشعر بتحسن أيضا وتوقفت عنه.
الآن لا آخذ أي دواء، ولا أخفي سرا إن قلت أنني فكرت في الانتحار لكي أرتاح مما أنا فيه، وكان ذلك أثناء قيامي بالصلاة في رمضان بعد انقطاع طويل، ومنذ بدأت الصلاة بدأت وساوس تجتاح عقلي تخص أفكار سيئة بالذات الإلهية، وحاولت مرارا أن أطردها من رأسي ولكن دون جدوى، فقد تمكنت مني إلى أن أصبحت لا آكل ولا أنام، وأبكي، حتى تركت الصلاة، وبعدها بدأت الوساوس في الاختفاء تماما، ومنذ وقتها وأنا لا أصلي بسبب خوفي من معاودة هذه الحالة، وعلى هذا المنوال أشياء وأمور كثيرة قد تكون صغيرة لا أفكر فيها إلا من المنظور السييء فقط، وأحمل هم المشاكل التي قد تحدث، واللحظات الطيبة مثل نزولي إجازة من العمل، أو مقابلة أهلي، أو عودة أخي وأسرته من السفر، ولقاء خطيبتي، والسفر للمصيف أصبح يشكل علي عبئا وضغطا نفسيا رهيبا لا أتحمله، وأصاب باكتئاب يهز أركاني ويجعلني أتمنى الموت لأرتاح من هذا الشعور.
وأنا جالس في وقت لا أقوم فيه بشيء أجد الأفكار السيئة والمخيفة والظنون الخبيثة تترامى إلى ذهني كالسيل، ولا أستطيع إيقافها، مثلا: أتخيل أن سقف المنزل ينهار علي، أو يحدث انفجار شديد، أو أن أحدهم سيتصل يخبرني خبرا مفجعا، أصبحت لا أنام ولا آكل، وأهملت نفسي وعملي وأسرتي، ولا أجد طعما لأي شيء، وأقول لنفسي: ما الهدف من وجودنا في الحياة؟ ولا دافع للحياة، وأبكي كثيرا كيوم خطبتي، بكيت وحزنت دون سبب، وكنت ولا زلت أشعر أنني ومن حولي في حلم، وكأنني منعزل عن العالم الخارجي، وأصبحت حياتي حزينة منذ أن أستيقظ وحتى أنام، وشعور الحزن والضيق والأفكار السيئة يجعلني متوترا وخائفا، وتزيد ضربات قلبي، وأشعر أن صدري به نار.
آسف على الإطالة، لكن أتمنى من الله أن تساعدوني بالأدوية والنصح لكي أتمكن من الخروج من هذا الاكتئاب القاتل.
وشكرا لكم.