محتار بين دراسة الطب والهندسة، فأيهما أختار؟

0 95

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب جامعي في السنة اﻷولى، السنة التحضيرية، التي يدخلها الطالب لتأهيله باﻹنجليزية وغيرها قبل دخوله للتخصصات الصحية والهندسية، وأنا بصراحة محتار جدا بين هذين المسارين، الصحي والهندسي، لا أكره أيا منهما، كنت قبل أحب الطب ولا أرى لنفسي تخصصا غيره، اﻵن أشعر بتبلد تجاه الطب وأميل للهندسة، لكن لم أقرر دخولها لأني أحس أن الطب أكثر فائدة للناس، وإن لم أدخله أحس إني شخص سيء، أولا لدي الفرصة -إن شاء الله- ولكن الرغبة لا يمكنني الوثوق بها لأنها تتقلب.

حاولت أستشير بعض من أعرفهم، لكن لكل واحد تفكيره الخاص الذي يجعله يختار ما يريد، لذلك لم يفدني ذلك كثيرا فجئت أستشيركم.

وأتمنى ألا يكون هناك بأس باستشارة ثانية، وهي أني لا أستمتع بأي شيء، عندما أتحدث أو حتى أضحك مع الناس أحس بحزن وألم لا أعرف لماذا، لا أستمتع بالتحدث ولا بالخروج ولا بلعب الألعاب والبلايستيشن الذي كنت أحبه، أشعر كأني بدون مشاعر، أحيانا وكأنها متبلدة، لا حزن ولا قلق حتى ما رأيتموه من استشارتي عن التخصص ناتجة عن العقل لا القلب.

وشكرا جزيلا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ged حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح حالك.

لا شك أن التخصص الذي وجدت في نفسك ميلا إليه أولا هو الأفضل لك والأنسب، وهو المجال الطبي، ولا عبرة بالتغيير الطارئ الذي قد يحدث بعد ذلك، فالعبرة بالميل الأصلي، علما بأن أمتنا بحاجة لجميع التخصصات، ولكن المهم هو التفوق والتميز في المجال الذي يختاره الطالب، فلا مكان لغير المتميزين، ولا علاقة لأي تخصص بكون الإنسان سيء أم جيد، وتعوذ بالله من شر هذه الوساوس التي لا قيمة لها ولا أساس.

والمسلم إذا احتار بين خيارين فإن عليه أن يسارع إلى صلاة الاستخارة التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولأهميتها فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، والمؤمن يستخير ثم يستشير ثم يتوكل على الرب القدير.

وإذا رغبت في الاستشارة داخل الجامعة، فأحسن من تستفيد من رأيهم هم الأساتذة وليس الطلاب، ويفضل أن يكون من تستشيره ممن درسك ووقف على مستواك، واكتشف ما وهبك الله من القدرات.

أما ما ذكرت من تغيرات المزاج، وزهدك فيما كنت تستمتع به من الألعاب، فعلاجه في كسر الروتين وتغيير نمط الحياة، ولو بصورة شكلية، وقبل ذلك نوصيك بكثرة الذكر والاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار، فإن في ذلك ذهاب الهموم والغموم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن أكثر من الصلاة عليه:" إذن يكفيك الله همك ويغفر لك ذنبك".

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بالمحافظة على أوقاتك، واعلم أن مرحلة الشباب هي أغلى مراحل العمر وأخصبها في جانب العطاء، ونتمنى أن يكون لك جدول تنظم به أوقاتك ودروسك.

نسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد.

مواد ذات صلة

الاستشارات