السؤال
السلام عليكم.
جزاكم الله خيرا لما تقدمونه لخدمة الإسلام والمسلمين.
أولا: ما رأي الدين في علاقة المرأة برجل عن طريق التواصل الاجتماعي؟ وهل الوعد بالزواج يحلل استمرار العلاقة؟ وما هي النظرة الشرعية لرسائل الحب والغزل؟ وما حكم الإيفاء بوعد الزواج في العلاقة؟
ثانيا: إذا كان شكل العلاقة تكون مع رجل متزوج ويتم الحديث أحيانا عن حياته الخاصة مع زوجته ومشاكل حياته، فهل يجوز طرح أسرار الحياة الخاصة للزوجين لطرف ثالث؟
ثالثا: هل يعتبر كذب الزوج على زوجته إذا سألته بخصوص علاقته وقضاء ساعات في المحادثات خارج المنزل هو من الكذب المباح كالزواج الثاني أم هو كذب غير جائز كالغش والخيانة؟
أخيرا: ما النصح للتعامل مع العلاقة التي تبدأ بسبب إدمان المحادثات والمراسلة، وتؤدي إلى سوء علاقة الزوجين، ومكاشفة أسرارهم الخاصة لطرف يستغل الخلاف لصالح هو يحاول الإساءة لصورة الزوجة وتقليل احترامها؟ وماذا يقع على الزوج إذا اعتبر أن ما يفعله كالزواج الثاني لا خطأ فيه، ويساوي بين حقوق زوجته وعلاقته، ويثق فيما يظهر من صلاح ونية الإصلاح ممن يعينه عل تلك العلاقة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ قمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
- استحضري – أختي العزيزة – أن الحياة الدنيا قد طبعت على الابتلاء (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)، فاستحضري أيضا فضل الصبر على البلاء وما أعده الله تعالى للصابرين من عظيم الثواب والجزاء, ومما يسهم في تعميق إيمانك وصبرك وحملك الإيمان بالقدر والرضا بالقضاء (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)، ولزوم ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن والصحبة الصالحة.
- وهذا لا يمنع بل يوجب عليك مناصحة زوجك بالحكمة والموعظة الحسنة, كما يمكنك الاستعانة بحكمة وحذر بمن تأنسين فيهم القبول لديه والتأثير عليه.
- ولا شك أن التواصل بين الرجل والمرأة الأجنبية لا يجوز إن تعدى الحدود والضوابط الشرعية، حيث دلت النصوص على تحريم الخلوة بينهما (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)، وتحريم النظر بشهوة إلى وجهها وبدنها (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم), وتحريم تبادل عبارات الغزل والكلام الزائد كونه وسيلة للمحرم, والوسائل لها أحكام المقاصد والغايات وقد سدت الشريعة كل ما من شأنه أن يبلغ للمحرم (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا).
- ومن الناحية العقلية فلا يرضى عاقل ذلك لزوجته وابنته وأخواته فكيف يرضاه للآخرين (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
- احرصي على توفير أسباب الهداية لزوجك من الكتب والأشرطة والمحاضرات الإسلامية المناسبة بأسلوب مباشر أو غير مباشر والدفع به إلى لزوم المسجد والصحبة الصالحة, وتجنيب وسائل الإثارة والإغراء المحرمة من صور وغيرها.
- نعم يجوز للزوج عند الحاجة والقدرة المادية والبدنية أن يتزوج بثانية شريطة لزوم العدل الواجب, وهو خير من توريط نفسه في تواصل وعلاقات محرمة عند الله تعالى وعند الناس لحفظ نفسه من عقوبة الدنيا والآخرة.
- ولا يقول عاقل بأن التواصل والمحادثات غير المنضبطة بالشرع تقدم مقام تعدد الزوجات, حيث لا يقوم الحرام مقام الحلال أبدا.
- أوصيك – أختي العزيزة – بلزوم الصبر والذكر، والنصح، والدعاء، وطاعة الله تعالى عسى الله تعالى أن يصلح زوجك ويهديه إلى سبيل العفة ويرزقنا وإياك العافية والستر.
- استري على زوجك، ولا تيأسي من رحمة ربك (إن رحمة الله قريب من المحسنين)، (لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)، (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون).
- تحلي بحسن الظن بالله والثقة بالنفس والأمل والتفاؤل.
والله الموفق والمستعان.