السؤال
السلام عليكم..
أعانكم الله سبحانه وتعالى، وكتب أجركم على ما يبذل من جهود من قبلكم.
لدي مشكلة أعاني منها منذ 14 سنة، وهي أنني أسير بلا جهة كأنني تتلاطم بي الأمواج، ومتزوج ولدي طفلة، أحب الطموح والتفاؤل، ولكن أعاني دائما من عدم التزامي بالمواعيد، وحين القيام بالتخطيط للمهمة أجد نفسي أتأخر كثيرا جدا في البدء، وأحس بفتور وكسل، وأريد أن أطور نفسي وأساعد الآخرين، وأهتم بالأسرة والمحيطين، ولكنني أشعر بعدم الإنجاز.
أما إذا قمت بالمهمة بدون تخطيط مسبق، وتحت ضغط نفسي أقوم بإتمامها.
آمل إرشادي وتوجيهي، حيث تمضي الأيام والسنين، بدون تحقيق أهداف تذكر، وأتلعثم وأتكلم بكلام غير مفهوم أحيانا مع الغرباء، ويصغر صوتي، مع العلم أن لدي مشكلة في الثقة في النفس بسبب، مشكلة عائلية قديمة، آمل إرشادي وتوجيهي لعلاج تلك المشكلة حتى أصل لتحقيق أهدافي وطموحاتي.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لابد –أخي العزيز– بصدد تحقيق النجاح والسعادة في حياتك عامة من (الثقة بالنفس)، فهي العمود الفقري للإنجاز والعمل وتحدي المصاعب، وتعطي صاحبها راحة نفسية، وقدرة وفاعلية على مواجهة المشكلات، وتوازنا ورضا ذاتيا, وهي تنال بالتربية والتعود (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
ولأجل تعزيز الثقة بالنفس:
-فلا بد من حسن الظن بالله تعالى أولا، والإيمان بقدراتك، وتنمية مهاراتك العلمية والعملية: بالقراءة الجادة المثمرة والتدرب المستمر، ورفقة الصحبة الصالحة الناجحة، والبعد عن أهل اليأس والإحباط والكسل والفتور، والاهتمام بنفسك ظاهرا وباطنا.
- الابتعاد عن الصحبة السيئة ضعيفي الهمة وعن العادات السيئة، وضرورة التحلي بمكارم الأخلاق كالصدق والكرم والشجاعة، مع الأدب والتواضع وحسن التعامل في العلاقة مع الآخرين، ومشاركة الناس تجمعاتهم الطيبة ومناسبتهم.
- الزم الناس على الجد والمثابرة واستشراف المستقبل الحسن، والأمل والطموح والتفاؤل، وعدم الحساسية من كلام الناس ونظرتهم وانتقادهم.
- لزوم الذكر والطاعة وفعل الخير، والصلاة والدعاء والاستخارة والاستشارة لأهل العلم والثقة والكفاءة والأمانة والخبرة.
- الاهتمام بإعطاء النفس حقها من الراحة والرياضة والنزهة، والبعد عن المنغصات الصحية والنفسية، وعدم الاستسلام للفشل ومحاولة تحديد جوانب الضعف لديك والعمل الجاد على تلافيها ما أمكن وتنمية جوانب القوة.
- وأما بصدد شعورك بالكسل والفتور, فيجب تذكير نفسك بأهمية بناء مستقبلك بناء صحيا صحيحا, وأن العمر ينقضي، والعبرة بالخواتيم وحسن العواقب, استغل أوقات صحتك وفراغك وشبابك وقوتك وهمتك، واحذر مجالسة البطالين الكسالى ضعيفي الهمة والعزيمة والإرادة، وحافظ على النظافة، والقراءة، والرياضة، والصحبة الصالحة.
- أكثر من قراءة القرآن الكريم والأذكار، وكتب السيرة، وتجارب الناجحين والعلماء، وراجع كتاب (الفتور) للشيخ ناصر العمر, وكتاب (قيمة الزمن عند العلماء) لعبدالفتاح أبي غدة.
- الدعاء / وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن, وأعوذ بك من العجز والكسل, والجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال).
- خذ الأمور بجدية وحزم في تنظيم نفسك ووقتك ومواعيدك في احترام الناس والأعمال والمستقبل.
- ثق بربك ثم بنفسك وقدرتك على تجاوز عيوبك والتحديات, أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والنجاح في حياتك وأمورك عامة، وأن يرزقك سعادة الدنيا والآخرة.
والله الموفق والمستعان.