السؤال
السلام عليكم
مشكلتي هي أني لا أثق بنفسي كثيرا، وأي موقف صغير يستطيع أن يهز ثقتي بنفسي بشكل ملحوظ ومزعج، هذا الأمر لازمني منذ أيام المدرسة من الصف السادس وأنا الأولى على صفي -الحمد لله- ولكن لم أكن أشعر داخليا أنني مميزة أو ذكية، وفي شهادة الثانوية حصلت على معدل عال -والحمد لله- ودخلت كلية الطب، وفي كلية الطب ازداد الأمر سوءا من ناحية الثقة، رغم أن علاماتي امتياز في سنوات النظري، وحصلت على ممتاز في أول سنة دراسية، ولكن مشكلتي أنني لا أثق بنفسي، وأرى الطلاب الآخرين أفضل مني، ولا أقدم على نشاطات من تلقاء نفسي، وأشك بقدرتي على إنجاز مهمات (قيادة السيارة مثلا، مع أنني حصلت الرخصة من أول امتحان) أو اجتياز امتحانات مختلفة، أخاف من أن أجيب بشكل خاطىء عن الأسئلة، وإذا سئلت أمام باقي الطلاب بشكل مباشر يتوقف دماغي عن التفكير، نهائيا وألتزم الصمت.
كيف يمكن أن أحل المشكلة، وكيف أربط بين الثقة بالنفس وبين التوكل على الله والاعتماد عليه، وأن توفيق حياة الإنسان كلها بيديه -سبحانه وتعالى-؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا وأختنا- المتفوقة في موقعك، ونشكر لك المبادرة والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يمنحك قدرة على التفاعل مع من حولك حتى يستفاد من علمك، وأن يحقق لنل ولكم في طاعته الآمال.
آن لك أن تنهضي وتطردي عنك الأوهام، واستعيني بمن لا يغفل ولا ينام، واشكريه على ما وهبك من ذكاء وقدرات تفوقت بها على الطلاب والطالبات، فبالشكر تزيد النعم، وبالشكر للشكور نحافظ على ما أولانا من النعم، قال تعالى: "وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد".
وإذا كانت المتفوقة لا تثق في نفسها، فماذا تفعل المتأخرة في دراستها؟ وحتى تتقوى الثقة في نفسك فإننا ننصحك بما يلي:
1- عليك بكثرة اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
2- عمقي في نفسك معاني الإيمان بالله، فإن الإيمان بالله هو أكثر ما يملأ النفوس عزة.
3- لا تخطئي بتحقير قدراتك وتعظيم قدرات من حولك، فإن ذلك ظلم وانتقاص للنفس.
4- اعلمي أن كل الناس فيهم نقاط قوة وجوانب ضعف، والصواب هو أن نركز على نقاط القوة وجوانبها.
5- على المسلمة أن تفعل الأسباب، ثم تتوكل على الكريم الوهاب؛ لأن ترك الأسباب جنون، كما أن التعويل على الأسباب خدش في التوحيد.
6- صاحبي الناجحات واقتربي من الفاضلات، وابتعدي عن المثبطات المكتئبات؛ فإن الإنسان يتأثر بجلسائه.
7- شجعي نفسك وافرحي بكل نجاح يتحقق لك، واحمدي الله على توفيقه.
8- تسلحي بالصبر فإن العاقبة لأهله.
9- اعلمي أن المؤمنة التي تخالط الناس وتصبر على أذاهم خير من التي لا تخالط ولا تصبر.
10- استمري في التواصل مع موقعك، وناقشي المختصين، واعلمي أن مجرد تواصلك يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يملأ نفسك ثقة، وأن يرفع قدرك، ونكرر الترحيب بك.