أمي تؤذيني فعلا وقولا وشعورا، فما الحل؟

0 76

السؤال

السلام عليكم.

عمري 19 سنة، منذ الصغر وأنا قبيحة، وأمي تحب أختي الكبرى لأنها تشبهها، وتكرهني لأني أشبه أبي، وهي دائمة الخلاف معه، وهي تضربني وتنعتني بالقبيحة.

كنت راضية عن شكلي، أعيش حياة عادية، أصلي وأقرأ القرآن، والآن أفكر في الانتحار، كرهت الحياة، حياتي كلها بؤس وتعاسة، وأنا مظلومة دائما، أحيانا أتساءل: لماذا خلقت بهذه الشكل؟ فأستغفر الله، وأجدد روح الأمل في داخلي مرة أخرى، وأحاول أن أتعلم أشياء كثيرة وأصبر.

أمي سبب كل مشاكلي، تعاملني معاملة سيئة، تذلني وتشتمني، أرى في عينيها الكراهية، فأتمنى الموت كل يوم، كرهت إخوتي لأني لست مثلهم، ولأني القبيحة بينهم، دائما يضحكون علي، وكل شيء يقع في البيت يتهمونني به، تعبت من الحياة في هذا البيت، أفكر في الانتحار أو الهرب منه، لكني أتراجع خوفا من ربي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك التواصل مع موقعك وعرض ما يزعجك، ونسأل الله أن يسهل أمرك ويعينك.

الله العظيم لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسادنا ولا إلى أموالنا، ولكنه سبحانه ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، والرفعة عند الله لا تنال إلا بطاعته وتقواه، قال سبحانه:" إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وليتهم أدركوا أن الأشكال والألوان من الله، وليس من كسب الإنسان، ولذلك جمال الأشكال لا تغني من الله شيئا، وقد كان أبو لهب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- يضيء وجهه، ولذلك سمي بأبي لهب، ولكن ذلك الوجه أسود بعصيانه لله، وقد صدق الشاعر في قوله:

جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوسي.

لا تتأثري بكلامهم، واعلمي أنهم على خطر عظيم ومخالفة كبيرة، وليتهم أدركوا أن ما عابوه فيك سوف يقابلهم في حياتهم وفي أطفالهم في مستقبل أيام الحياة، والذي يسخر من شكل إنسان مسيء للأدب مع الخالق، ومقصر في حق المخلوق، وكان السلف شديدي الخوف من السخرية من الآخرين، وقد قال بعضهم: لو سخرت من كلب لخشيت أن يحولني الله إلى كلب.

أما أنت -ابنتنا الفاضلة- فأشغلي نفسك بالطاعات وطهري قلبك بالتوحيد والإيمان، واصبري على والدتك، فإن الصبرعليها من البر بها، وإذا لاحظ أفراد الأسرة أنك تطيعين الله وتتغافلين عن كلامهم وتصرفاتهم، فسوف يتوقفون عن الإساءة، لأن السكوت عن المسيء هو أبلغ الردود، واجتهدي في اكتشاف نقاط القوة عندك، وتعرفي على نعم الله عليك، واعلمي أن ربنا العظيم إذا أخذ شيئا عوض بأشياء وأشياء، والسعيدة حقا هي من تتعرف على نعم الله، ثم تؤدي شكرها، وسوف تنال بشكرها المزيد، وذاك وعد ربنا المجيد القائل:" لئن شكرتم لأزيدنكم"، والشكر حافظ للنعم وجالب للمزيد.

وأرجو أن تحرصي على الإحسان للوالدة، فإنها تظل والدة لها حقوق، فإذا قصرت معك فلا تقصري، وشجعي الوالد على الإحسان إليها، واطلبي مساعدة الوالد في ضبط تصرفات إخوتك خوفا عليهم من عواقب تقصيرهم في حقك، وأنت -ولله الحمد- على خير فاستمري على ما أنت عليه من الطاعات، وتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، ولا تفكري في الانتحار، وسوف يأتيك ما قدره لك الله، ولا تفكري في ترك البيت، وتجنبي التضجر مما أنت فيه، فإنك مأجورة برضاك بقضاء الله وقدره.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بتواصلك مع موقعك، ونسأل الله لك التوفيق والسعادة والحسنى وزيادة.

مواد ذات صلة

الاستشارات