ملت إلى شخص ودعوت الله أن لا أحب أحدا سواه.

0 72

السؤال

السلام عليكم.

شخص يشتغل في المحل الذي بجانبي، وكنت أطبع عنده بطاقات نصح للزبائن في محلي، فالذي بيني وبينه هو فقط هذا العمل، وشعرت بالميل تجاه هذا الشخص، وكنت أدعو ربي أن لا يعلقني بسواه، وكنت أبتعد، وهو كل ما رآني أخفض رأسه ومشى بخطى سريعة خجلا مني فأبتعد عنه قدر المستطاع، وغيرت طريقي كوني لا أحب أن أتعلق بأحد غير الله، وفكرت بأن تعلقي هذا هو تفكير من الشيطان لا أكثر، وكنت أدعو دائما أن يبعدني الله عن ما هو شيطاني، ولا يعلقني بسواه.

رأيت في المنام أنه سألني لأي جامع يذهب والدك؟ لأنني أود التحدث معه، والله يتمم لنا على خير، وأنا لحظة هذا السؤال أكون جالسة على مسافة متوسطة بيننا ومرتدية الملابس التي ألبسها عادة تحت عباءتي عندما أخرج للعمل، وهي تنورة سوداء وبلوزة بيضاء ومن دون حجابي أي طرحتي، ويكون هناك ولد صغير يلاعب هذا الشخص، وأفهم أنه ابن أخيه، وبعدها أذهب للمطبخ وأنا خجلانة، فما تفسير هذه الرؤيا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
فإن ميول المرأة إلى الرجل والعكس أمر جبلي ولا يمكن لأحد من الطرفين أن يستغني عن الآخر.

تعلق القلب بمن يحبه أمر جبلي يستحيل أن يخلو قلب منه، فالقلب يميل إلى حب الأم والأب والإخوة والصديق وأواع الملابس والزينة .... إلخ، لكن يبقى حب الله أعظم ويظهر ذلك في حال تعارض المحبتين، فمن قدم حب الله وما يحبه الله فهو السالك على الطريق الصحيح يقول تعالى: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتىٰ يأتي الله بأمره ۗ والله لا يهدي القوم الفاسقين) فأثبت الله المحبة لغيره لكنه أراد أن يكون حبه وحب رسوله مقدما على كل حب.

دعاء ألا يعلق الله القلب بغيره فيه مخالفة لأنه يدخل في لفظ (غيره) حب النبي -صلى الله عليه وسلم- والقرآن الكريم تعلمين أن حب النبي -صلى الله عليه وسلم- وحب كلام الله من الإيمان يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) ففي هذا الدعاء مخالفة كما قلنا إضافة إلى ذلك ففيه نوع من التعدي أنصحك أن تتركيه.

إن كان هذا الشاب من نصيبك فسوف يكون ذلك، وإن لم يكن من نصيبك فلن تتمكني من الارتباط به.

عليك أن تسألي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة.

لا تفكري في أمر الزواج بعاطفة، وعليك أن تفكري بعقل، وألا تستعجلي، بل عليك أن تتأني فالتأني من الله والعجلة من اليطان، ولابد أن تتأكدي من توفر الصفات المطلوب توفرها في شريك حياتك وأهمها ما أرشدنا إليها نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن أبغضها سرحها بإحسان.

بعض الرؤى تكون من حديث النفس؛ كون الشخص يكون باله منشغلا بأمر ما فيرى رؤيا تتعلق بذلك، ومثل هذا النوع لا تفسير له.

اجعلي تعاملك مع هذا الشخص كأي زبون يأتي إلى محله، وعليه إن كان يريد التقدم لك أن يأتي البيوت من أبوابها، واجعلي كلامك معه إن وجد في حدود العمل فقط، وإياك أن تسمحي له بالتمادي.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات