السؤال
السلام عليكم
عمري 18 سنة، تعرضت في الفترة الأخيرة لضغط نفسي كبير، والغريب أني لم أنهر، بل وجدت نفسي نسيت الأمر وأتأقلم بسهولة، صراحة أشعر أن ربي جعلني أنسى؛ لأن الأمر كان فوق طاقتي "كناية عن قسوة الأمر"، يعني (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).
المهم الآن بدأ الضغط يراودني والقلق والإحباط والملل والاكتئاب، وكل المشاعر السلبية بدأت تظهر لدرجة أني اكتسبت صفات سلبية، المشكلة ليست بهذه المشاعر، بل الأسوأ أني أصبحت أفكر كثيرا، وأكثر حين أنام، لا أتوقف عن التفكير، لا أعرف ما السبب؟ ولكن حين أستيقظ أتذكر العديد من الأحلام، ومن كثرتها أحيانا قليلة أخلط بينها وبين الواقع.
أنا أفكر كثيرا في أشياء كثيرة، وأظل أفكر وأفكر وأتخيل، بات الأمر متعبا جدا، وأيضا أشعر أن رأسي يحترق حين يزداد الأمر.
أفيدوني أرجوكم، هل كل هذا من الحزن والاكتئاب؟ ماذا علي أن أفعل؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ jasmin حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في كثير من الأحيان الشخص في أثناء الضغوط الحياتية لا يحس بأي مشاكل أو آلام، ويبدأ هذا بعد ذهاب الضغط النفسي، وهذه - أختي الكريمة - نعمة من الله، إذ يستجمع الشخص كل قواه أثناء الضغط ليقاوم هذا الضغط، وبمجرد ذهاب الضغط يحس بآلام ومشاكل أخرى.
والآن إذا أتى الضغط مرة أخرى لا يستطيع الإنسان مقاومته بنفس الطريقة الأولى، وقد تظهر الأعراض مرة أخرى، وهذا ما حدث معك -أختي الكريمة-، كل المشاكل أو كل ما تحسين به هي ضغوط نفسية وتوتر، ولا يمكن الحكم على أنه عقاب من الله، أو من هذا القبيل، لا يمكن الحكم على هذه الأشياء -أختي الكريمة-.
المهم الآن التفكير الكثير هو علامة من علامات التوتر والقلق، أكثر من أنه علامة من علامات الاكتئاب.
أرى أنك لا تحتاجين إلى أي أدوية، فقط تحتاجين إلى شخص تتحدثين معه، وهذا ما يسمى بالإرشاد النفسي، فإن وجدت معالجا نفسيا فبها ونعمت، حيث يخضعك لعدة جلسات، أكثر ما تحتاجينه هو إخراج الشحن من داخلك، وبالكلام عن هذه الضغوط، وكيفية التعامل معها، حتى يتوقف التفكير المستمر في هذه الأمور، ويتوقف التوتر الذي عندك.
وفقك الله، وسدد خطاك.