السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا أم لخمسة أولاد، ولدي ولد جديد جاء قبل ٣ سنوات، سماه والده اسما معينا.
الاسم مشكلته أنه قديم لهذا العصر، وظل عليه لسنتين، ثم بدأت أنا بمناداته باسم آخر أفضله، ولم يمانع "يجاوب إن نودي به "، وبقية العائلة بالاسم القديم، وأريد تغييره؛ لأنه ارتاح بشكل فعلي لهذا الاسم الجديد، هل ينصح بذلك؟ علما أن الولد تقبل الاسم الجديد؟
هل يتأثر الطفل بأقربائه أو مجتمعه وإن كان صغيرا حاليا؟ ما هي نتائج ذلك الإيجابية والسلبية؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقنا جميعا للخير وصالح الأعمال، وأن يصلح الأحوال، ويحقق في طاعته الآمال.
الإنسان ابن بيئته وهو شديد التأثر بمن حوله، وهو مدني بطبعه، ولا يمكن أن يعيش وحده، وتأثر الطفل يبدأ مبكرا فهو يتأثر، وهو في بطن أمه ينزعج لانزعاجها ويسعد لسعادتها، بل يتعرف على صوت والده، وبعد أربعة أشهر يعرف غضب والده من رضاه، فسبحان الخالق، هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه.
والشريعة وجهت دعوة إلى تحسين الأسماء، وكان رسولنا يغير الاسم القبيح، أو الذي فيه مخالفة للشرع من خلال معناه ودلالته كالأسماء التي فيها عبادة لغير الله، أو تلك التي فيها تشاؤم، أو لكونه اسما عرف به الأعداء، وكان الصحابة يحملون أطفالهم إلى النبي فيحنكهم ويسميهم، وقد درج الناس على التسمي بأسماء الرسل والصحابة والصلحاء.
أما في عصرنا فقد كثر التسمي بأسماء عصرية، وليس هناك ما يمنع إذا لم تكن فيها مخالفة شرعية، وكانت واضحة وسهلة في النطق، وكثر في زماننا الخلاف بين الزوج وزوجته في تسمية المولود، وربما تتدخل أطراف من هنا أو هناك.
وكم تمنينا أن يحل الوفاق مكان الخلاف، ونحن ننصح بمراعاة الناحية النفسية عندما نختار الاسم، وننظر في مستقبل أيامهم، وفي عصرهم وبيئاتهم، وقد ورد عن علي رضي الله عنه: (ربوا أولادكم لزمان غير زمانكم).
وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونأمل أن نسمي أبناءنا بأسماء الصحابة، والصحابيات والصالحين والصالحات، ونبين لهم منزلة تلك القامات، ونتطلع إلى أن يتأسى بهم الأبناء والبنات، وقد ذكر ابن تيمية العلاقة بين الاسم وبين من سمى به، ولكل من اسمه نصيب.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.