السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أعاني من وسواس الموت والنظافة، ونوبات الهلع، والقولون العصبي أصبت به في 17 من عمري، كانت تأتيني نوبات الهلع، حتى أنني أظن أنني سأموت، وتتراكم علي العديد من الأفكار السلبية، لكن مع الوقت قرأت عن الوسواس وتيقنت أنه أوهام، وأنه مجرد أفكار ليست أفكاري، لكن بعد ذلك جاءني ألم طفيف فوق القلب نتيجة تقلصات عضلية، وظننت أنها نوبة قلبية، لكني قرأت عنها وطمأنت نفسي.
لكن في هذه الأيام راودتني أحلام وسواسية، ظننت أن الوسواس هو الذي سيطر عليها عن طريق العقل الباطني.
أما القولون العصبي، فتناولت دواء انتروجرمينا، وخفت عندي الأعراض، وكذلك أتناول عشبا يسمى بالنافع هنا في المغرب، حيث يزيل الغازات، لكنني مازلت أعاني قليلا من الخمول.
رغم كل هذا عالجت نفسي بنفسي، حيث إنني أصلي صلاتي، وأقرأ القرآن، وأصلي صلاة الليل.
أريد توضيحا بشأن الأحلام والخمول والوسواس عامة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه السن وهذا العمر هو العمر الذي تبدأ فيه دائما الوساوس القهرية، وهي عبارة عن أفكار (طبعا) تتردد باستمرار على الشخص، يقاومها فلا يستطيع، ويسبب هذا قلقا وتوترا شديدا، فيقوم بفعل بعض الأفعال التي تقلل من التوتر.
وأيضا قد يساهم الوسواس القهري في حدوث أعراض قلق وتوتر، غير المصحوب بالأفكار الوسواسية، هذا لأن الوسواس القهري - أخي الكريم - هو من اضطرابات القلق عامة، ومن أكثر المخاوف التي تصاحب الوسواس هو ما يعرف بالمخاوف الوسواسية، أي مخاوف تأتي في شكل وسواس باستمرار.
والحمد لله - أخي الكريم - أنك استطعت أن تتغلب عليها بمفردك في كثير من الأحيان، ولكن من طبيعتها أنها تختفي وتأتي بالمخاوف الوسواسية.
والفتور ناتج عن هذا القلق، فالشخص القلق باستمرار يفكر بصورة مستمرة ومنتظمة ومتعبة تسبب له فتورا وإجهادا بدنيا، الإجهاد الذهني - أخي الكريم - قد يتبعه إجهاد بدني، كذلك الوساوس أيضا، الوساوس المستمرة أيضا تسبب إجهادا ذهنيا، ومن ثم إجهاد بدني.
الأخ الكريم: أرى أنك قد تستفيد من علاج سلوكي، طالما أنك استطعت أن تتغلب عليها بنفسك بدرجة كبيرة، فإنك من الذين -إن شاء الله- وبإذنه يستجيبون للعلاج السلوكي، ولا تحتاج إلى أدوية، فعليك بالعلاج السلوكي من خلال ومن قبل معالج نفسي لكي تتخلص من الآثار الباقية من الوسواس القهري وتعود إلى حياتك الطبيعية.
وفقك الله، وسدد خطاك.