السؤال
السلام عليكم..
بارك الله في أعماركم وجزاكم خيرا.
سؤالي للدكتور محمد عبد العليم المحترم: منذ سنتين أخذت دواء زولفت لعلاج الوسواس والخوف بجرعة 100، وكانت مفيدة ولله الحمد، ومنذ سنة وبضعة أشهر توقفت عنه، بعد سنة عادت الأعراض وهي: الخوف من الأمراض، والوسواس، وكثرة التفكير بالأمراض، وأحيانا خوف مع رجفة كأنها حالة هلع، وأنا أتناول دامتيل عيار 50، وعندي قصور بالغدة الدرقية، وأتناول الثيروكسين عيار 50 على الريق.
أسئلتي بارك الله في عمرك هي:
1- أنا قرأت على أحد المواقع أن الثيروكسين يعاكس تأثير الزولفت، فأتمنى من أحد الصيادلة إجابتي، هل يتداخل هذان الدواءان؟
2- بأي دواء تنصحني دكتور محمد؟ وكم الجرعة؟ فقد قرأت عن السبرالكس، وقالوا بأنه جيد جدا للخوف، ولكن يسبب التشنج، وأنا لا أريد أن يحصل معي تشنج العضلات.
3- هل أستمر على دامتيل؟ أم أن مضاد الاكتئاب كاف من أجل القولون العصبي؟
4- الدواء الذي ستصفه لي أريد أن تذكر كل الأدوية التي تتداخل معه.
أسأل الله أن يديم عليكم الصحة والعافية وأن يسعد قلوبكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على ثقتك في إسلام ويب وفي شخصي الضعيف.
أكبر أسباب عودة هذه الأعراض - أو ما نسميه بالهفوات والانتكاسات البسيطة – هو: أن الإنسان يعتمد على الدواء اعتمادا كليا في العلاج، وقد يهمل أو لا يطبق كثيرا السبل السلوكية للعلاجية، والسبل السلوكية بسيطة جدا، أن يجعل الإنسان لنفسه نمطا في حياته إيجابي، يتجاهل ويحقر فيه الوسوسة، وأن يحسن إدارة وقته، وأن يكون له تواصل اجتماعي ممتاز، وأن يمارس الرياضة، وأن يحرص على واجباته الدينية، بهذه الكيفية يستطيع الإنسان أن يمنع الانتكاسات حين يتوقف عن العلاج الدوائي.
عموما: إن شاء الله تعالى موضوعك بسيط جدا، وأنا أطمئنك أن الأدوية أيضا سليمة، لكن لابد للإنسان أن يتطور سلوكيا ومهاريا حتى يمنع الهفوات والانتكاسات.
الثيروكسين لا يتعاكس مع الزولفت، هذا الكلام ليس حقيقة، الزولفت دواء ممتاز جدا، إلا في حالات الجرعات العالية، مائتي مليجرام - مثلا - من الزولفت ربما يحدث تأثيرا سلبيا بسيطا، وبما أنك حقيقة متخوف من هذا التفاعل حتى وإن لم يكن موجودا، أو ليس له سند علمي، أن أقول لك: تناول السبرالكس - والذي يعرف علميا باسم استالوبرام - لأن السبرالكس هو أنقى الأدوية، لا يتفاعل أبدا حتى مع الـ (وافرين) الذي هو أحد الأدوية التي تعطى من أجل رفع سيولة الدم ومنع الجلطات، وهو دواء حساس جدا.
السبرالكس لا يؤدي إلى تشنجات عضلية أبدا إلا إذا توقف عنه الإنسان توقفا مفاجئا، وكانت الجرعة عشرين مليجراما أو أكثر، إذا تم التوقف المفاجئ قد يحدث تعرق وقلق وبعض التشنجات العضلية. أما إذا توقف الإنسان عنه بتدرج فهذا لن يحدث مطلقا.
فيمكنك أن تبدأ في تناول السبرالكس بالتدرج، خمسة مليجرام (مثلا) يوميا لمدة أسبوع، ثم عشرة مليجرام، وبعد ذلك يمكن أن ترفع الجرعة حتى عشرين مليجراما، وبعد أن تستقر حالتك بصورة ممتازة - نقول بعد شهر إلى شهرين - هنا يمكنك أن ترجع إلى الجرعة الوقائية التي هي عشرة مليجرام في اليوم، ثم يكون التوقف تدريجيا، وهذا إن شاء الله تعالى يفيدك كثيرا، مع الحرص على العلاجات السلوكية.
يمكنك أن تستمر على الـ (دامتيل) وهو الـ (سلبرايد) فهو دواء بسيط، وبالفعل يعالج كثيرا وبصفة فعالة جدا الأعراض السيكوسومتية، والسبرالكس - أؤكد لك مرة أخرى - لا يتفاعل أبدا مع الأدوية الأخرى، وهذه إجابة على استفسارك الرابع.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.