من أولى بالحق والرضا أمي أم أبي؟

0 97

السؤال

السلام عليكم.

شاب، أبلغ من العمر 22 عاما، منذ ولادتي أمي وأبي منفصلان، عشت فترة عند أمي، وفترة عند أبي، وقد قررت السفر لأعيش في مكان آمن، وأكون نفسي ومستقبلي، أمي موافقة وأعطتني مالا للسفر، أما أبي رفض وقال: تبرأت منك، وأنت لست ولدي، أنا سافرت وقتلني التفكير بين أمي وأبي، وحاولت أن أجمع بينهما ولكنهما لا يتفقان.

سؤالي: هل كلام أبي صحيح أنه تبرأ مني أي أنه ليس راض عني، وسيغضب الله علي ولن أوفق؟ ومن أولى بأن أرضيه أمي أو أبي؟ أرجو المساعدة، وشاكرين لجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Muhammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الولد المبارك- وردا على استشارتك أقول:

إن كان نفس الغرض الذي سافرت من أجله موجود في بلدك فلا ينبغي أن تسافر دون الأخذ بخاطر والدك، وهذا من باب الإحسان إلى والدك.

حق الوالد عظيم حتى ولو كان لا يحتاج إلى المال فيكفيه أن يرى ولده بجواره.

لا شك أن حق الأم أعظم من حق الأب، ولكن الجمع بين الأمرين أولى هذا إن أمكن، أما إذا لم يمكن وكان مطلوبك غير موجود في بلدك ففي هذه الحال لا بأس من الاستمرار في تحقيق المراد، مع الاستمرار بالتواصل معه ونيل رضاه، مع تبشيره بما حصل لك من الخير، ولعلك تتمكن من زيارته بعد حين فتقبل يده ورأسه وتأخذ بخاطره.

قلب الأب كبير، ويهمه أن يرى ولده يسير في الطريق الصحيح، فإن اطمأن عليك فلا شك أنه سيرضى.

بين له الغرض من السفر، وأنك لا تريد عصيانه، ولم يكن السفر إملاء من أمك من أجل إغاضته بل إن الفكرة هي فكرتك أنت.

قم بتوسيط من ترى أن والدك يقبل كلامه ويأخذ برأيه، فمن الناس من جعلهم الله مفاتيح للخير مغاليق للشر.

بين لوالدك أن استقلالك عن والديك أمر لا محالة منه سواء تقدم أو تأخر، وبين له أن الغرض من سفرك هو تكوين نفسك وعدم البقاء عالة خاصة وأنك صرت رجلا.

طمئن والدك على سير حياتك، وأنك آمن على نفسك، فوالدك لا شك أن منعه نابع من مراعاته لمصلحتك من وجهة نظره، فإذا تبين له أنك مطمئن على نفسك ودينك فلعله يرضى.

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسل الله تعالى أن يلهم والدك الصواب، وأن يلين قلبه ولا تيأس من روح الله.

عليك بتقوى الله فهي سبب من أسباب جعل المخارج في وقت الأزمات والمدلهمات، يقول تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).

الزم الاستغفار، فهو من أسباب تفريج الهموم، قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يلين قلب والدك، ويوفقك إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات