يتهمونني بالحسد وأريد حلا لهذه المشكلة

0 108

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة ولا أعلم كيف أتصرف بها أو أحلها: متزوجة، ولدي بنت، أعيش في الرياض، وحياتي الاجتماعية ضيقة، ولا أحب الاحتكاك بالناس، ولكن أحيانا نتقابل مع أصدقاء زوجي وزوجاتهم، ونتبادل الزيارات في رمضان.

دائما تحصل مواقف وللأسف أكون موجودة، ولكن إحدى الموجودات تفكر دائما أنني من الممكن أن أحسدها أو أحسد أطفالها، ذات مرة كنت مدعوة في رمضان ومجتمعين عند صديق زوجي وبعد الإفطار أنا والسيدات نجمع السفرة لندخلها في المطبخ، وبعد خروجي من المطبخ وقع طبق على الأرض، فجاءت تقول لي: إن الطبق وقع ونظرات بمعنى أنني أنا السبب.

وإذا وقع أحد من الأطفال تأتي وتنظر إلي بنظرة حادة وتقول لي انظري للذي حصل، لدرجة أنني شككت في نفسي، مع أنني دائما في كلامي أقول بسم الله، وما شاء الله، ولا أركز في حياة الأشخاص، ولا أسألهم عن اللبس أو الأكل؛ لدرجة أنني أتجنب الخروج معها، ولكن للأسف عند كل اجتماع تحصل مواقف وتكون عادية مثل: وقوع الأكل أو الطفل فتنظر إلي بنظرات تضايقني، وأيضا طريقة كلامها تضايقني جدا.

أصبحت أخاف الاجتماع أو الخروج معهن، أنا أريد مساعدتها؛ لأن ولادتها قريبة فهي لديها طفلان، ولكنني أخشى زيارتها.

أريد نصحكم، كيف أتصرف بحكمة إذا حصل أي موقف وأنا موجودة في أي تجمع، أو زيارة معهن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن العين والحسد حق وقد ذكر الله ذلك في كتابه الكريم، وذكره نبينا عليه الصلاة والسلام في سنته، ولكن لا يلزم أن يكون كل شخص حاسدا أو صاحب عين.

كثير من الناس يتعاملون مع الأحداث التي تجري حولهم على أنها عين أو حسد تخرصا وليس حقيقة، وربما اتهموا الأبرياء بذلك، فليس كل ما يقع ناتج عن عين أو حسد، بل هنالك أسباب مقدرة أخرى.

من علامات الحاسد أو صاحب العين: أنه يتمنى زوال النعم التي أنعم الله بها على الناس، وهو غير راض بما قسم الله، ولا يقول إن رأى الشيء ما شاء الله تبارك الله.

عليك أن تتحاوري مع تلك الأخت التي تشك أنك صاحبة عين أو حسد بما ذكرت سابقا، وأن تبيني لها أنك لست كذلك؛ بدليل أنك تقولين ما شاء الله تبارك الله على كل أمر يعجبك، وأنك تحبين للناس الخير، وعليها أن تتق الله فلا تتهمك بدون أي دليل أو حجة.

بيني لها أن ذلك يؤذي نفسيتك، وأنك تريدين خدمتها أثناء وضعها فإما أن تقبل وتعتذر، وإلا فنصيحتي لك أن تتركي الذهاب إلى بيت هذه الأخت وتكتفي بالتواصل معها عبر الرسائل أو الاتصال.

لا بد أن يكون زوجك على علم بما يحصل حتى لا يلزمك بالذهاب مرة أخرى، أو أنه يتفاهم مع زوجها بهذا الخصوص.

لا تجعلي هذا الحدث يؤثر عليك، وغضي الطرف عنه وعن تصرفات هذه الأخت حتى لا يؤثر على حياتك.

اجعلي لسانك دائما يلهج بذكر الله سبحانه، وأكثري من تلاوة القرآن الكريم يطمئن قلبك، كما قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

وثقي صلتك بالله أكثر، واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فالحياة الطيبة لا توهب إلا لمن اتصف بالإيمان والعمل الصالح، كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

احرصي دوما على تخير الصديقات، فمن وجدت فيهن التواضع والسماحة بعد الصلاح فأقيمي معهن علاقة، ومن رأيت فيهن بعض الصفات التي لا تروق لك فاجتنبيهن، فلست ملزمة بمصادقة كل من تعرفيهن ولا من تلتقي بهن.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات