السؤال
السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع، جعله الله في موازين حسناتكم.
عمري 26 سنة، ملتزم ولله الحمد، عندي مشكلة اجتماعية وهي أني خجول، وغير فعال في المناسبات أو الاجتماعات، أكون موجودا ولكن غير فعال، أخاف من نظرة الناس لي، وإذا كان الوالد أو الوالدة موجودين أصبح مترددا في الكلام، وأخاف أن أخطئ، أو أقول شيئا لا يعجبهم، وثقتي في نفسي قليلة.
علما بأني متخرج من الجامعة، وأبحث عن عمل الآن.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا يخفى على أمثالك أن الإنسان مدني بطبعه؛ ولذلك كان العزل والسجن عقوبة، مع أن بعض السجناء قد تتوفر له أشياء كثيرة، ولكنه محروم من المخالطة مع الناس، ووجود الإنسان في جماعة له ثمن وضريبة؛ لأن في الناس من خلطته داء، ومع ذلك فقد ورد عن رسولنا صلى الله عليه وسلم: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر".
والإنسان سوف ينجح اجتماعيا إذا فعل ما يلي:
1. اللجوء إلى الله، والاستعانة به، والتوكل عليه.
2. عدم تحقير قدراته وتعظيم قدرات الآخرين.
3. النظر إلى الإيجابيات ونقاط القوة التي منحه الوهاب.
4. اليقين بأن نعم الله مقسمة، وأن ربنا الكريم إذا أخذ شيئا عوض بأشياء.
5. تجنب الخوف الزائد من الوقوع في الخطأ؛ لأن ذلك يجلب التوتر الموصل إلى الخطأ.
6. الاستفادة من الأخطاء السابقة، فالخطأ مصدر من مصادر التعلم، والخطأ قبل ذلك من طبيعة البشر، وكل ابن آدم خطاء.
7. عدم الخوف من الناس؛ إذ المطلوب هو الخوف من رب الناس، والعاقل يجعل همه إرضاء الله وإن سخط الناس، وإذا رضى العظيم عن الإنسان أرضى عنه الناس، وكتب له القبول في الأرض، قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).
8. الذهاب إلى أماكن ليس فيها من يعرفك، والمشاركة في أعمال تطوعية مفتوحة، ثم الانتقال إلى بيئتك، والتفاعل مع أهلك، فإن الإنسان أحيانا ينطلق مع من لا يعرفون خلفيته أكثر.
9. عدم الخوف من نظرة الناس؛ لأنهم جميعا فيهم النقص، ويحصل منهم الخطأ، وقد ورد في الحكم، وهو مما ينسب لنبي الله عيسى عليه السلام، عندما عاب قومه بعض من أساء، فقال لهم "من ليس عنده خطيئة فليتقدم لرجمه فلم يتقدم أحد".
10. إذا كان احتشامك أمام والديك احتراما فذلك نوع من البر المطلوب، أما إذا كان عجزا وخوفا فهو أمر يحتاج إلى وقفات، ونحن ندعوك إلى فعل ما يحبه الوالد والوالدة؛ فإن أحبوا كلامك فتكلم، وإن كرهوا حديثك فاصمت، واعلم أن الوالد والوالدة هم أول من يستحسنوا ما يصدر منك فانطلق وخذ راحتك.
11. تواصل مع موقعك بعد تنفيذ ما طلب منك، واعلم أن مجرد شعورك بالإشكال وتواصلك مع موقعك يدل على إمكانية بلوغ الكمال في هذا المجال بحول وقوة الكبير المتعال.
12. أحسن اختيار الجلساء؛ فإن ذلك مطلب شرعي وفيه العون على بلوغ العافية والخير، وهم أكثر من يحسن بك الظن ويحتمل منك.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.