السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إسلام ويب موقع رائع للغاية، ولطالما استفدت من فتاويكم المتنوعة والرائعة في كل مجالات حياتي.
عمري 19 سنة، وأنا طالبة مغتربة في الجامعة، هناك شاب في نفس دفعتي في البداية كان دائم المراقبة لي، في بادئ الأمر ظنته كباقي الشباب ينظرون إلى كوني كأي أنثى ينظر لها، ثم أصبح يحاول أن يكلمني ويريد أن نصبح أصدقاء، لكنني رفضت بأسلوب مهذب كوني ملتزمة، ولا أتحدث إلى شباب، وحتى لباسي ساتر، ولا أتزين، ولا أضع مساحيق التزيين، ولكنه لم يتركني وشأني، يلاحقني، وأجده في كل مكان أتواجد فيه، ويحاول الجلوس بجانبي، أصبحت أكره الجامعة بسببه، ولا أعرف ما سر هذه الملاحقة الغريبة! لا أعرف إن كانت نيته سيئة أو يريد شيئا آخر! لكني تجاهلته قدر الإمكان، ولا أستطيع أن أخبر والدي؛ لأني طالبة مغتربة، فلا أريدهم أن يقلقوا أو يخافوا علي.
ساعدوني، كيف أتعامل معه؟ وما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع الموضوع؟ ولماذا أنا بالذات؟ يوجد الكثيرات اللاتي يستطيع أن يأخذ منهن ما يريد، ثم إنني فتاة مؤدبة وهو يعلم لأنه زميلي في الدفعة.
وجزاكم الله خيرا على كل كلمة كتبت في هذا الموقع ساهمت في حل وإجابة عن تساؤل شخص قلق وحزين وخائف، فأنتم تفرجون عنه كربة، عسى الله أن يفرج عنكم كرب يوم القيامة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mariam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك الثناء على الموقع، ونسأل الله أن يرزقك الثبات والاستقامة على دينه ويكفيك شر الأشرار.
فعلا هناك بعض الشباب لديهم تصرفات مريبة، ولا يستحون، ولا يرتدعون إلا بقوة القانون بسبب ضعف دينهم وفساد فطرتهم، لذلك ننصحك بالآتي:
- الاستمرار في تجاهله والظهور أمامه بقوة الشخصية، وعدم الخوف منه حتى لا يطمع في أذيتك.
- حاولي أن تقللي من الخروج والدخول خارج الجامعة، وحبذا لو يكون خروجك مع رفقة صالحة من زميلاتك وصديقاتك، ولا تخرجي بمفردك غالبا.
كما يمكنك إبلاغ الشاب بالابتعاد عنك بإحدى الوسائل الآتية:
- اختاري أحد أساتذتك في الجامعة على أن يكون متدينا وكبيرا في السن - وحبذا لو تكون امرأة - وأبلغيه بمشكلة هذا الطالب معك حتى يقوم بنصحه وإبعاده عنك بالترغيب أو بالترهيب.
- إن كان يوجد لديكم في الجامعة أخصائية اجتماعية أو مرشدة طلابية فيمكنك عرض المشكلة عليها لحلها بطريقة مناسبة.
- إن كنت تعرفين عائلة الرجل أو أحد أقاربه، فيمكنك إبلاغه بتصرفاته وكف شره عنك.
إن لم تجدي وسيلة مناسبة مما سبق؛ فعليك تحذيره مباشرة وبلهجة قوية وأسلوب واضح من هذا التصرف، واطلبي منه الابتعاد عنك، وإلا سوف تبلغين عنه جهات الضبط في الجامعة، وأتوقع أن وسيلة واحدة مما سبق أو أكثر كفيلة بإبعاده عنك.
وفي كل الأحوال ننصحك بالدعاء والتضرع إلى الله أن يصرفه عنك ويكفيك شره، كما ننصحك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والاعتصام بالله، وكمال التوكل عليه، مع الأخذ بأسباب الحذر والحيطة، فمن توكل على الله كفاه، و-إن شاء الله- يصرفه الله عنك ويكفيك الله شره.
وفقك الله لما يحب ويرضى.