أحب ابنة عمي وأريدها زوجة لي.. كيف أنهي الخلاف معها؟

0 126

السؤال

السلام عليكم

في الواقع أحب ابنة عمي وأريدها زوجة لي -إن شاء الله- وقد أخبرتها فوافقت، وبعدها حدث سوء تفاهم فتوترت العلاقة بيني وبينها، ظنت أنني أكذب عليها، وأنا في الحقيقة أريد -إن شاء الله- الزواج منها، ولكنها باتت تكرهني ولا تريد التحدث معي أيضا.

أنا أحسبها زوجتي مند أن أحببتها، مما ساعدني على غض بصري في الشارع ولم أزن يوما، ولم أنشئ علاقات غير شرعية، لأنني أحسبها زوجتي ولا أريد خيانتها.

نيتي صافية تجاهها، ولن أنساها ولن أتزوج من غيرها، حتى ولو تزوجت بشخص آخر سأبقى عازبا طول حياتي لأنني أحسبها زوجتي في قلبي.

أريد حلا لهذه المشكلة، وجزاكم الله خيرا، وسأتقبل كل الحل إلا الزواج من غيرها، لأنني سأظلم معي أي فتاة تزوجتها، ولن أكون سعيدا معها.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاعلم وفقك الله لهداه، أن التواصل والانفتاح بعلاقات حب وغرام مع امرأة أجنبية عنك قبل العقد عليها أمر مخالف للشرع، وإنما أذن الشرع لك بالنظرة الشرعية للتعرف عليها، والتواصل معها بالمعروف الذي لا يخالف الشرع فقط.

إن كان حصل منكما ما يخالف الشرع قبل الآن فعليكما بالتوبة والاستغفار، والإقلاع عن تلك المخالفات الشرعية؛ لعل الله أن يغفر لكما ما سلف.

ما حصل منك من تصرفات معها سببت لك كراهية لديها يجب عليك معالجتها، وذلك بإثبات عكسها من خلال السيرة الحسنة والسلوك السليم.

يمكنك أن تختار أختا ثقة معروفة لك، ومن قرابتك، وتكون هي الوسيط في إصلاح سوء التفاهم وإعادة الثقة بينكما.

كما يمكنك حل الإشكال بواسطة أم الفتاة، بحيث توسط لديها أمك أو أختك، بحيث يشاركك الأهل من الطرفين في إقناع البنت.

كونها لا تريد التحدث معك الآن، فهذا لا يعني أنها لا تريدك أصلا، وإنما لاحتمال أنك تجاوزت الحدود في التواصل، وهي ما زالت امرأة أجنبية عنك، خاصة إذا كانت البنت متدينة، وتعرف إثم هذا التواصل وحرمته.

الذي يظهر من كلامك أنك عاطفي جدا، والتعامل مع هذه المواضيع تحتاج إلى عقل وترو، مع شيء من العاطفة، ولعل هذا أحد أسباب ابتعاد الفتاة عنك، لأن الفتيات يرغبن غالبا في الرجل العاقل الحازم.

نصيحتي لك أن تعتدل في عاطفتك، وأن تتعامل مع القضية بعقل وروية، وأن تفكر بطريقة صحيحة فيما ينفعك ويصلح أمورك في المستقبل، ويعالج ابتعاد البنت عنك.

لنفترض أن المرأة لم توافق عليك نهائيا أو تزوجت غيرك، فهل انطبقت السماء على الأرض؟! لا، الأمور لا تتم بالتفكير بهذه الصورة العاطفية! بل الصحيح أن تزوجت غيرك أن تفكر أنت بغيرها، وتقنع نفسك بسواها، وعش حياتك بصورة طبيعية، ولا تربط سعادتك وشقاوتك بامرأة، حتى ولو أحببتها، فيمكنك أن تنساها وتحب غيرها لو أردت ذلك.

أما قولك عن نفسك من الآن، إنك ستظلم غيرها إن تزوجت بها ولن تكون سعيدا بغيرها، فهو كلام غير صحيح، فالقلوب بيد الله، والسعادة والشقاء بيده، فلماذا هذا الإحباط والتفكير السلبي المحض.

إن هذا التفكير ناتج عن خواء في حب الله والتعلق به، وضعف الإيمان والتوكل عليه، فننصحك بتقوية إيمانك وإصلاح علاقتك بالله، وكمال التوكل عليه، والمحافظة على الفرائض والواجبات، والإكثار من النوافل والمستحبات، حتى تسقيم نفسك وينشرح صدرك ويذهب منك هذا التعلق المذموم بالمخلوقين، ويعتدل تفكيرك ونظرتك إلى الحياة.

ستجد أن الأمر هين جدا، وسهل وليس بالصورة المعقدة التي افترضتها في نفسك.

نسأل الله أن يصلح حالك، ويوفقك لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات