ما سبب التعب الذي ينتابني عند البدء في العمل؟

0 78

السؤال

السلام عليكم.

أشكو من شعوري بالتعب عند شروعي بأي عمل، ودائما ما أشعر بالإحباط وأترك العمل دون إكمال، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا وأخانا- في موقعك، ونشكر لك التواصل والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يبعث فيك الهمة والنشاط، ويحقق لك الآمال.

الإنسان خلق في كبد، وهو كادح في هذه الحياة، والراحة عند أول قدم يضعها في الجنة، وهذا ما أجاب به الإمام أحمد عندما قيل له متى الراحة؟ فقال لهم: "عند أول قدم تضعها في الجنة"، فوطن نفسك على العمل، وتعوذ بالله من العجز والكسل، وتذكر أن الإنسان مطالب ببذل الأسباب، ثم التوكل على الكريم الوهاب.

ولابد في الحياة من تعب، وليس وراء حب الراحة إلا الخسارة، فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، فتعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وابدأ يومك بالذكر والسجود للرحمن؛ فالشيطان يعقد على قافية الرأس ثلاث عقد على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، ويعلمنا رسولنا كيف تفك تلك العقد، فإذا ذكر الله انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت الثانية، فإذا صلى ما تيسر له انحلت عقدة، والنتيجة يصبح نشيطا طيب النفس.

أما إذا لم ينهض، واستجاب لوساوس وتزيين الشيطان، فعندها يصدق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أصبح خبيث النفس كسلان".

ومن هنا يتضح لنا أن الطمأنينة وهدوء البال لا ينالان إلا بذكر وطاعة الرحمن.

ومما يساعدك على التخلص من الإحباطات، بالإضافة لما ذكرنا ما يلي:

- المحافظة على الأذكار، وخاصة ذكر الخروج من المنزل، ومن ردد بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، كفي وهدي ووقي وتنحى عنه الشيطان.
- تصحيح النية، وتحديد أهداف في الحياة، وكلما كانت الهمة عالية، والأهداف عظيمة، كان الحماس أكبر، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وصدق من قال: وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام.
- اقرأ على نفسك الرقية الشرعية، ولا مانع من عرض نفسك على راق شرعي، يقيم الرقية على قواعدها الصحيحة.
- تذكر عواقب ترك العمل دون إتمامه، واعلم أن ديننا يحب من أحدنا إذا عمل عملا أن يتقنه.
-احرص على حب عملك الذي هو مفتاح لرزقك، ولا تتركه إلا بعد وجود ما هو أنفع لك ولأمتك وأصلح.
- استمر في التواصل مع موقعك، وساعد نفسك، وساعدنا بالبحث عن أسباب ما يحصل لك من عجز وفتور.
- أكثر من الاستغفار، ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار، وسوف يذهب العظيم همك ويغفر لك ذنبك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسعادة والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات