السؤال
السلام عليكم.
متزوج منذ سنتين، وبعد هذه المدة اكتشفت أن زوجتي كذبت علي في موضوع دراستها، حيث أخبرتني أنها أنهت دراستها، علما أنها لم تنه السنة الأخيرة، وبسبب ذلك حدثت بيننا مشاكل كثيرة، فجلست معها ومع أهلها وطلبت منها مصارحتي في كل شيء، واتفقنا أنها ستتم السنة الباقية، واكتشفت بعد شهر أيضا أنها كانت تذهب للجامعة دون علمي، وكانت تكذب علي أنها في بيت أسرتها، وكنت حينها مسافرا، علما أن الجامعة في محافظة أخرى.
الآن أفكر في الطلاق، ولا أعلم إن كنت أبالغ في رد فعلي، ولكني لا أعرف إذا كنت أستطيع أن أثق فيها، وكل تفكيري أنها من الممكن أن تكون كذبت علي في أشياء أخرى، خاصة أني أعيش بعيدا عنها، وبيننا طفل لا أريد أن يعيش حياة صعبة بسبب قراري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
- الأصل في التعامل بين الزوجين الثقة، وتزعزع الثقة بينهما باب كبير من أبواب الشيطان يدخل من خلاله ليهدم البيوت، احذر كل الحذر من الشيطان الرجيم ومكايده.
- الإنسان قد يقع في ساعة ضعف فيكذب، لكن هذا لا يعني أنه سيئ للغاية أو أنه يمكن أن يرتكب ذنبا نحن نظنه به، فهنالك يبقى حواجز الخوف من الله ثم من الفضيحة يمنعانه من الوقوع فيه.
- لا بد أن تحدد لزوجتك مسار حياتها في حال غيابك، فتحدد لها الأماكن التي تسمح لها الذهاب إليها وحدها أو مع محرمها، والأماكن التي لا تريدها أن تذهب إليها.
- غض الطرف عن بعض الهفوات والزلات مطلوب كي تسير الحياة، والمحاسبة الشديدة على كل صغيرة وكبيرة مفسد للحياة.
- لا تسمح لوساوس الشيطان أن تدخل إلى عقلك، وتفكيرك بالطلاق هو من تلك الوساوس، والأمر لا يستدعي الطلاق أبدا فلم يحصل شيء غير أن الشيطان يريد هدم بيتك.
- أبلغ والد زوجتك ووالدتها بالأماكن التي تسمح لزوجتك أن تذهب إليها بعد أخذ إذن منهما والأماكن التي تمنعها أن تذهب إليها؛ حتى يتحملا المسئولية في ذلك.
- لا تجعل ثقتك تهتز بزوجتك ولا تسمح بذلك، وعليك أن تجتهد في حث زوجتك على توثيق صلتها بالله وتقوية إيمانها من خلال كثرة الأعمال الصالحة؛ فلذلك آثار إيجابية على حياتها.
- ذكرها بالله وبين لها أن الصدق مطلوب بينكما، وحتى لا تقع فيه مرة أخرى فعليها أن تستأذن منك في كل أمر تريد فعله مما لم تأذن لها به، وعليك أن تكون لينا، فالشدة أحيانا يكون لها ردة فعل عكسية.
- أوصيك أن تكثر من ذكر الله والاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب طمأنينة القلب وتفريج الهموم يقول تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗألا بذكر الله تطمئن القلوب) ويقول عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.