السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 27 سنة، مشكلتي أني لا أثق بنفسي، فقد حدثت -وما زالت تحدث- لي مواقف في المدرسة والجامعة عندما كنت أدرس، وأيضا في المناسبات، أن الناس يضحكون علي بسبب مشيتي، وعندما كنت أدرس كانت لي صديقة تتكلم على مشيتي أمام البنات وتضحك، وأنا أضحك، وأيضا أخي كان أحيانا يجلس يقلدني وأنا أمشي في البيت، وكنت أنا أضحك معهم، لكن من داخلي أتضايق.
أيضا أنا حساسة جدا تجاه أي نقد أسمعه من الناس، وأفكر كثيرا في المواقف التي تحصل لي، وأيضا أحس أني أقل من البنات من حولي.
أنا سريعة البكاء، فقد كنت أيام الدراسة أغلب الاختبارات أبكي قبل أو بعد الاختبار، رغم أني كنت متفوقة، وعندما كنت موظفة حدثت لي مشكلة مع إحدى الموظفات عندما تكلمت مع المديرة وجلست ترفع صوتها، أنا بكيت رغم أني لم أكن مخطئة، أحس أحيانا كأني طفلة في تصرفاتي، أخاف أن أتوظف معلمة ثم أبكي أمام الطالبات، فأنا دائما أكون عصبية، وأبسط الأشياء تستفزني، أريد أن أكون واثقة من نفسي، ولا أتأثر من الناس.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك بنتنا وأختنا في موقعك، ونشكر لك الاهتمام ووضوح العرض للسؤال، نسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يعينك على طاعته ويحقق الآمال.
لاشك أن ثقة الإنسان في نفسه فرع عن ثقته بربه وفرحه بما أولاه من النعم الظاهرة منها والباطنة، قال سبحانه: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) فاحمدي الله على نعمة الهداية ونعمة التفوق، وعلى كل النعم التي أنت أعرف الناس بها، واعلمي أنك بشكرك تنالين المزيد، وبالشكر تحفظين وتحافظين على ما عندك من الهبات، فالشكر هو الحافظ للنعم وهو الجالب للمزيد.
نصيحتي لك بألا تهتمي بضحك الناس، وتوجهي لرب الناس، وأشغلي نفسك بما يرضيه، وهو وحده الذي ينبغي أن يخاف منه ويرجى سبحانه، وإذا نظر الناس إلى ما يرونه نقصا فانظري إلى ما يسر الله لك من الجمال والكمال، وربنا العظيم إذا أخذ شيئا يعوض بأشياء أخرى، وننصحك بمواجهة سخرية الساخرين بالإهمال، وتذكري أن الاشتغال بالناس والتنبيش عن عيوبهم هو النقص بعينه، وأن من نبش في عيوب من حوله يعاني من مركب نقص، ويخفي عيوبه الكثيرة،
والعقلاء يستفيدون من نقد الآخرين، بل يستفيدون من كيد الأعداء الذين هم أحرص الناس على إبراز السلبيات، وقد عبر بعض الحكماء عن شكره للأعداء الذين أظهروا زلاته فقام باجتنابها وتركها.
ولكي تتخلصي مما أنت فيه ننصحك بما يلي:
1- اللجوء إلى الموفق سبحانه.
2- عدم العيش مع المواقف السالبة وتضخيمها والدوران حولها.
3- عدم مشاركتهم في الضحك، فإن في ذلك نوع من التشجيع لهم.
4- التجلد وعدم إظهار الضعف والتأثر.
5- إظهار ما وهبك الله من الإيجابيات والاستفادة من كل الملاحظات.
6- الاستمرار في التواصل مع موقعك.
7- اكتشاف المجالات التي يمكن أن تنجزي فيها أكثر.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والثبات.