السؤال
السلام عليكم
شكرا على هذا الموقع.
أنا طالب في المرحلة الثانوية لدي جار وهو طفل بعمر 15 سنة، يضرب أحيانا إخوتي، ومرة تعاركت معه فمرة وأنا أدرس قام برمي حجر في النافذة، فلما ذهبت له وتكلمت معه لم أستطع أن أضربه، بالرغم من أني قوي البنية وأستطيع أن أكسره لكن أتتني لحظة ضعف.
أنا منذ مدة لدي شعور في قلبي، وألم من هذا الشخص، وأريد أن أتخلص من هذا الألم، وأقوي نفسي، لكن في كل وقت أحس بالألم وأنا لا أعرف بسبب ماذا؟ وأفقد لي ذوق الحياة! فما هو علاجي؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد السلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) فحق الجار عظيم، ومن حقوقه الصبر على أذاه ومقابلة إساءته بالإحسان.
لا شك أن ضربه لإخوانك مرفوض، وهو آثم بعدوانه، ولكننا لا نؤيد الاستعجال في ضربه، ولا نريد مقابلة شره بالشر، ونتمنى أن تدرس أسباب ما يحصل ثم تنصح له وتتواصل بهدوء مع أهله، ثم مع الجهات الرسمية إذا تمادى في الأذية.
نشكر لك التواصل والتشاور قبل اتخاذ القرار، وما يحدث لك من الضيق في مكانه، فالإنسان يصعب عليه الصبر على العدوان على إخوانه، ولكن قوة المؤمن في أن يملك نفسه عند الغضب، ثم يتصرف بحكمة ولا يحاول أن يأخذ حقه بيده، ولكن يرفع إلى الجهات التي تضع لكل متجاوز حدودا.
نتمنى أن لا تأخذ القضية أكبر من حجمها، وتعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، ونجاحه في أن يغرس العداوة بين الإخوان والجيران، وها هو يؤزك ويدفعك للانتقام، فخالف عدونا الشيطان وعامله بنقيض قصده، وتذكر أن عفوك عن الجار أفضل من مجاراته في العدوان، وحق إخوانك لن يضيع، والحلم سيد الأخلاق، والحليم رابح ومأجور، وله العاقبة والعافية.
هذه وصيتنا لك بقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تكون ممن يسعد بهم جيرانهم، ونحن سعداء بتواصلك، ونتشرف بك، ونسأل الله أن يهدي ابن الجيران، وأن يرزقنا جميعا رضا الرحمن.