أريد حلا لمشاكلي النفسية، وكيف أصحح أفكاري حول الزواج؟

0 90

السؤال

السلام عليكم..

أود أن أشكر القائمين على هذا الموقع، وجعله الله في ميزان حسناتكم، كنت قد أرسلت هذه الاستشارة ببريد مختلف، لكن لم أتلق رابط التفعيل فأعدت إرسالها ببريد جديد.

أنا مهندسة، تخرجت هذا العام ولله الحمد، وما زلت أبحث عن عمل، منذ عدة أشهر وأنا أبحث عن عمل، ولا أنجح في مقابلات العمل؛ لأن لدي صعوبة في التعبير، ولست طليقة اللسان، أو كثيرة الكلام فهم لا ينجذبون لشخصيتي.

أكره الاختلاط بالناس، وأحب العمل والدراسة وحدي، وإن سألتموني عن أصعب شيء عندي: سأقول التواصل مع الناس، لست أدري كيف يعد هذا سهلا عند بعضهم؟ وهذا بسبب ضعف سمعي وتركيزي، لا أستطيع فهم ما يقوله الناس، علي أن أركز بقوة لفهم ما يقولون، مما يجعل التواصل متعبا جدا.

منذ أن ضعف سمعي وتركيزي والله لم أعد أجد المتعة في الحديث مع الناس، وهذا جعلني أتساءل عن مستقبلي كيف سيكون؟ هل سأظل عاطلة عن العمل طول حياتي؟ لماذا درست وتعبت من أجل شهادة الهندسة إذا؟

قد يقول لي أحدهم اسألي الله الزوج الصالح، لكني لا أريد الزواج والبقاء في البيت، أريد أن أعمل وأكون متزوجة في نفس الوقت! أريد أن أكون مستقلة ماديا، الزوج المستقبلي لن يستجيب لمطالبي إلا إذا كان غنيا: الشيء الذي لا أحلم به، لأني من عائلة متوسطة الدخل، إضافة إلى أني لا أريد أن أكون مضطرة للاختلاط بأهله بسبب قلة كلامي وعدم حبي لكثرة الكلام مع الناس.

الزواج عذاب بالنسبة لي، ومن المفترض ألا يكون كذلك، لست ذاك النوع من الفتيات اللاتي يتلهفن لإنجاب الأولاد، والله إني أتخيل نفسي أعيش الزواج بهذه الحالة، وأقول لا حول ولا قوة إلا بالله.

إضافة إلى أني لا أتحدث إلى الرجال ولا أرتاح معهم، أرتاح للفتيات أكثر.

لا أظن أني سأرتاح لا في الزواج ولا في العمل؛ لأن الاختلاط بالناس والتواصل معهم أمر ضروري، والله عندما أحاول أن أكون اجتماعية دائما ما يكون ضعف سمعي وتركيزي عائقا، إضافة إلى حساسيتي الزائدة.

أدعو الله دائما أن يصلح لي أمري كله، ولا يكلني إلا نفسي، ويرضيني بقضائه وقدره، لأني لا أستطيع، ماذا سأقول لبناتي في المستقبل؟ هل سأقول لهن ألا يكملن الدراسة؟ فلن يجدا عملا بأي حال، وأن يفكرن في الزواج.

والداي لم يربياني للتفكير في الزواج مستقبلا، إنما يريدانني أن أعمل وأعتمد على نفسي، الشيء الذي لا أراه يتحقق على أرض الواقع.

إن تزوجت بدون عمل لن تعود لي قيمة، ولن أستطيع مساعدة عائلتي في أي شيء.

عملت بجد طوال حياتي كي أحصل على الشهادة، ولكن مستواي الضعيف في العلاقات الاجتماعية لم أستطع تحسينه، ولا حول ولا قوة إلا بالله الذي إن لم يرزقني القوة فلن أستطيع تحمل صعوبات وابتلاءات هذه الدنيا.

والله في بعض الأحيان أشعر أن الدنيا ثقيلة على قلبي، وأني لن أستطيع الصبر ولا التحمل، فما نصائحكم وآراؤكم في حالتي؟ كيف تظنون أني سأصبح اجتماعية مع مشكل السمع والتركيز التي أدت لقلة القدرة على التعبير، إضافة إلى الحساسية التي تزيد الطين بلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
طبيعة المرأة وبنيتها غير بنية الرجل، ولذلك فمهمة المرأة في هذه الحياة غير مهمة الرجل، والأصل في المرأة البقاء في بيتها، والقيام بوظيفتها في تربية الأبناء، مع جواز خروجها للعمل إن وجدت الحاجة لذلك.

بعض التخصصات لا تناسب المرأة، ولكنها تناسب الرجل بحكم قدراته وبنيته، ولذلك فعلى المرأة أن تتخير من التخصصات ما يناسبها.

عليك أن تعالجي ضعف السمع لدى الطبيب المختص، ولو باستخدام سماعة، وبإمكانك المشاركة في بعض الدورات التي تعلم مهارات التواصل.

من آثار ضعف السمع قلة التركيز، وعدم القدرة على المحاورة، فلذلك قومي بمعالجة السبب كي تتلاشى عندك تلك الآثار.

ينبغي أن تغيري نظرتك لموضوع الزواج، وألا تعطي نفسك رسائل سلبية في هذا الأمر؛ لأن الرسائل السلبية ستؤثر على حياتك، وستصبحين غير متقبلة لموضوع الزواج، لأن العقل يتبرمج مع تلك الرسائل، وبإمكانك أن تغيري ذلك من خلال الرسائل الإيجابية والجادة.

ليس المقصود من قرار المرأة في بيتها أنها تترك التعليم، ولا يعني ذلك أنها أيضا لا تعمل، فالتوازن في الحياة أمر مطلوب، لأن المرأة إن أنجبت أطفالا فلمن تترك تربيتهم؟ وهل العمل وجمع المال أهم من تربية أبنائها خاصة إذا كان الزوج قادرا على النفقة؟

لا يكفي المتخرج أن يحمل شهادة من أجل أن يمارس عمله، بل لا بد من اكتساب خبرة، وذلك بالعمل لدى أصحاب التجارب الكثيرة، وهذا ما يجعل فرص العمل في البداية شحيحة.

من الأفكار الخاطئة قولك: (إن تزوجت بدون عمل لن تعود لي قيمة، ولن أستطيع مساعدة عائلتي في أي شيء)، وذلك لأن قيمة المرأة في أنوثتها، وتحملها مسئولية البيت، وكون المرأة تعتني ببيت زوجها وأبنائها، فذلك أفضل مساعدة تقدمها المرأة لعائلتها، أما إن قصدت بالعائلة أبويك وإخوانك، فأنت لست مطالبة شرعا بالنفقة عليهم، خاصة بعد الزواج، لكن من أعمال البر الإحسان إليهم فهم أولى بالمعروف.

استعيني بالله تعالى وتوكلي عليه، وأكثري من التضرع بالدعاء بين يديه وأنت ساجدة، وسليه أن يوفقك، ويأخذ بيدك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة.

وثقي صلتك بالله، واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال: كثرة العمل الصالح، فالحياة الطيبة لا توهب إلا لمن اتصف بالإيمان والعمل الصالح، كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات