السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني عمره الآن سنة ونصف تقريبا، كان يعاني منذ ولادته مما يسمى الحنجرة الرخوة، حيث كان يحدث له مثل نزغة أو دخول جزء في منطقة الرقبة للداخل أثناء تنفسه، وعند عرضه على الطبيب قال إنها ستزول عندما يكبر ويصل عمره العام، وبالفعل قلت كثيرا -الحمد لله- لكن ما يحدث له الآن أنه عندما يصيبه برد (أنفلونزا) يصدر صوت آهات، تحس أن النفس ينقطع لثانية بانتظام، وعند عرضه على الطبيب قال إن هذا بسبب الانفلونزا التي تسبب انسدادا في الأنف.
كما أنه عند بكائه بكاء شديدا يقطع النفس ويزرق وجهه، وهذان الأمران يقلقاني جدا (الآهات في حالة وجود أنفلونزا وانقطاع النفس عند البكاء) فأردت أن آخذ برأيكم، وهل هناك أي فحوصات مطلوبة للطفل؟ أم أن هذا الأمر طبيعي؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم.. كما قال لك الطبيب، فإن حلقات القصبة الهوائية التي لم يكتمل نموها عند بعض الأطفال بعد الولادة تكتمل فيما بعد، ويختفي الصوت المسموع أثناء تنفس الطفل بالتدريج، فلا قلق من هذا الأمر.
في الحقيقة فإن ما يطلق عليه إنفلونزا، ما هو إلا نزلة برد وانسداد في أنف الطفل، مما يؤدي إلى صعوبة التنفس، لأن الإنفلونزا influenza مرض يختلف اختلافا كليا في العلاج والأعراض عن مرض نزلة البرد، أو common cold ولذلك يجب التعود على تنظيف أنف الطفل بنقط المحلول الملحي، ويمكن تحضيره في المنزل، بإضافة القليل من ملح الطعام إلى عبوة المياه المعدنية الصغيرة، وأخذ كمية من المحلول الملحي في سرنجة الأنسولين، وضخ الماء المالح في أحد فتحتي الأنف، مع إمالة رأس الطفل للأمام، طبعا بدون إبرة السرنجة، وهذا يساعد كثيرا في تنظيف الأنف والتخلص من الإفرازات المخاطية.
الأطفال يتعرضون لنزلات البرد أكثر من غيرهم، لضعف المناعة، ولأنهم يتعرضون للتقبيل واللمس دون حذر، فقد ينتقل فيروس نزلة البرد من الشخص البالغ أو الطفل الأكبر سنا إلى الطفل الصغير عند اللعب معه وتقبيله كثيرا، ولذلك يجب التعود على غسل الأيدي، وننصح الكبار بعدم الإفراط في تقبيل الأطفال، خصوصا إذا كنا نعاني من نزلة برد، ومن المهم نشر ثقافة غسل الأيدي باستمرار، لمنع الكثير من الأمراض، وكذلك يجب نشر ثقافة كيفية التعامل مع رزاز الكحة وعدم نشره في الأجواء المحيطة، سواء في منديل أو في كم الثياب.
كذلك من المهم الحرص على إعطاء الطفل التطعيمات الإجبارية المقررة، وإعطائه 5 نقط من فيتامين D3 بصفة يومية، وتغذيته التغذية الصحية، وإعطاؤه عصائر طازجة منزلية بدون إضافة سكر، خصوصا عصير البرتقال، وإعطائه اللبن الرائب أو الزبادي لفائدته للهضم، مع أهمية البعد عن اللحوم المصنعة والعصائر المعلبة والسكريات، مثل النوتيلا وغير ذلك من الأطعمة الغريبة.
يمكن تجنب انقطاع النفس أثناء البكاء بتغيير المكان الذي يبكي فيه الطفل، ومحاولة لفت انتباهه لشيء غريب، مثل جرس أو موسيقى أو صور متحركة، أو فيديو أو لعبة اعتاد الضحك عليها، ولا خوف عموما على حياة الطفل من انقطاع النفس، طالما الطفل بين يدي من يرعاه، لأنه عند مرحلة معينة من الانقطاع سوف يعود ويأخذ نفسه من جديد، ولكن يجب تغيير المكان والأسلوب في التعامل مع الطفل.
وفقكم الله لما فيه الخير.